ستعقد الدورة 36 لندوة التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي يوم الجمعة بقصر المعارض والثقافة بمدينة مانس الفرنسية. و سيشرف على افتتاح هذا اللقاء الدولي الذي يشارك فيه 400 مندوب من إفريقيا و أمريكا و آسيا و أوروبا و أوسيانيا كل من رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز و رئيس ندوة التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي بيار غايان. و سيكون اللقاء مسبوقا بندوة ستعقد بالجمعية الوطنية الفرنسية حول موضوع "تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية : مسؤولية و دور الأممالمتحدة". و ستكون الجزائر ممثلة في أشغال هذا اللقاء بوفد قوي يتكون من برلمانيين وممثلين عن اللجنة الوطنية لمساندة الشعب الصحراوي و الكشافة الجزائرية و لجنة الهلال الأحمر الجزائري. و علم لدى مسؤولي جبهة البوليساريو في باريس أن الندوة الأوروبية التي ستتواصل أشغالها إلى غاية 31 أكتوبر ستتمحور حول عدة ورشات موضوعاتية. و سيعكف الخبراء على بحث مواضيع تتعلق بالسياسة و الإعلام و حقوق الإنسان و الأراضي المحتلة و التعاون و التاضامن الشعبي و المرأة و الشبيبة. يعتبر هذا الموعد مهما خاصة و أن نزاع الصحراء الغربية يجد صعوبات في إيجاد تسوية تطبيقا للشرعية الدولية في مجال تصفية الاستعمار. تشهد خطة السلام الأممية التي وافق عليها المغرب و جبهة البوليساريو منذ سنة 1991 تعطلا بسبب إرادة المغرب في فرض "الطابع المغربي" للصحراء الغربية. فالجمعية العامة و مجلس الأمن الأممي يجدان نفسهما منذ خمسين سنة غير قادرين على تطبيق لوائحهما. وهي وضعية تطيل النزاع و تفرض على الشعب الصحراوي النفى في أراضيه. و تأتي هذه الندوة في الوقت الذي يعيش فيه نحو 20000 صحراوي (رجال و نساء و أطفال) يهجرون مدنهم و يستقرون بمخيمات في ضواحي العيون و سمارة و بوجدور. و تتخذ هذه الحركة التي ما انفكت تتصاعد شكلا جديدا من الاحتجاج ضد الوضعية السياسية و الاجتماعية الاقتصادية التي يعيشها السكان الأصليون في الأراضي الصحراوية المحتلة. و ستعكف التنسيقية هذه السنة على التفكير وترقية الصيغ الأكثر ملاءمة حتى يتخذ الاتحاد الأوروبي و الحكومات الوطنية و الأممالمتحدة اجراءات صارمة تجاه المغرب و دفعه إلى احترام الشرعية الدولية و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. و سيشكل الوضع بالأراضي المحتلة و وضعية المناضلين الصحراوين من أجل حقوق الانسان الخاضعين لتعسف قوات الاحتلال المغربية و حماية الموارد الطبيعية محور المحادثات و اللوائح التي ستتم المصادقة عليها عقب هذا اللقاء الذي يهدف الى تحقيق تجنيد متزايد للارادات الواعية لعدالة القضية الصحراوية حتى يكون لها وزنا أكبر على القرارات الوطنية و الأوروبية و الاممية. و يذكر أن التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي هي فضاء أوروبي يضم الأشخاص و المنظمات التي تنشط حول النزاع بالصحراء الغربية و وضعية اللاجئين بالمخيمات و كذا المشاكل التي تحدث بالأراضي المحتلة من طرف المغرب علما أنها دشنت في سنة 1975 بتشجيع من المنظمة غير الحكومية أوكسفارم-تضامن. و تضم هذه التنسيقية عددا كبيرا من المناضلين الأوروبيين للجان و جميعات المساندة و المنتخبين الوطنيين و الاوروبيين و شخصيات من أمريكا و أوروبا و افريقيا. و قد تم تنظيم أول اجتماع لهذه التنسيقية في سنة 1976 و منذ ذلك الوقت أضحت حدثا سنويا حيث يتم على مستواها تقييم العمل التضامني مع الشعب الصحراوي. و تتمثل مهمة مجموعة متابعة تسمى "تاسك فورس" و تضم مندوبي مختلف البلدان في التاكد من التنفيذ الجيد للنشاطات التي تم اعدادها و التحضير للاجتماع المقبل للمجموعة التي تضم قانونيين و برلمانيين و مناضلين من أجل حقوق الانسان و ممثلين عن المدن و البلديات التي تمت توأمتها. كما تشرف المجموعة على تنظيم أعمال ملموسة للتضامن مثل استقبال الاطفال الصحراويين خلال فترة الصيف أو ارسال قوافل المساعدة. و للاشارة تمت في سنة 1982 توأمة مدينة مانس التي تقع على بعد 200 كلم من باريس مع مدينة حوزة بلدية سمارة و أول مدينة محررة من الصحراء الغربية من طرف جنود الجيش الشعبي للتحرير الصحراوي في سنة 1979. و يذكر أن الندوة 35 لهذه التنسيقية قد جرت منذ سنة في مدينة برشلونة الاسبانية.