انطلقت أمس الثلاثاء أشغال الأيام الثلاثة للجامعات العمومية بمدريد حول الصحراء الغربية بمشاركة العديد من الشخصيات من مختلف الدول من بينهم الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر و ممثلين عن الحركة الاسبانية للتضامن مع القضية الصحراوية . وعلى غرار الدورات السابقة سمح هذا اللقاء تحت شعار ''التدويل و حقوق الإنسان بالصحراء الغربية'' بتقديم ''تواصل لفضاء تفكير حول قضية بالغة الأهمية في التاريخ المعاصر و الأجندة الدولية الراهنة''. و يتواصل اللقاء الذي ينظم في أربع جلسات علنية و عدد من الموائد المستديرة إلى غاية يوم الجمعة و يشكل فرصة للمشاركين لمناقشة العديد من المواضيع على غرار ''البعد السياسي للصحراء الغربية'' و ''عوامل أخرى و سيناريوهات جديدة بالصحراء الغربية'' و ''ثقافة و تاريخ و ذاكرة الصحراء الغربية: مسؤولية إسبانيا'' و ''التعاون الجامعي بالصحراء الغربية''. و يشارك في هذه الأيام الثالثة لجامعات مدريد لأول مرة عضو الكونغرس الأمريكي و رئيس لجنة إفريقيا بنفس الكونغرس دونالد باين الذي سيلقي محاضرة تحت عنوان ''تقرير مصير الصحراء الغربية في الرزنامة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية''. أما رئيس بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية فرانسيسكو باستاغلي فسيقدم مداخلة إلى جانب ممثل جبهة البوليساريو في الأممالمتحدة أحمد بخاري حول موضوع ''الأممالمتحدة و الصحراء الغربية'' في حين ستنظم المناضلة الشهيرة في مجال حقوق الإنسان أمينتو حيدر ندوة حول وضع حقوق الإنسان في هذه المستعمرة الإسبانية السابقة. كما سيتم التطرق إلى دور وسائل الإعلام في النزاع من خلال مائدة مستديرة يشارك فيها العديد من الصحفيين من اسبانيا و أمريكا اللاتينية.و سيتم كذلك تنظيم موائد مستديرة أخرى تخصص لمناقشة عدة مواضيع على غرار ''أمريكا اللاتينية و الصحراء الغربية'' و ''أهمية المجتمع المدني في دعم الشعب الصحراوي'' و ''الحلول السياسية لقضية الصحراء الغربية انطلاقا من اسبانيا و أوروبا و أمريكا اللاتينية''.، و تختتم هذه الأيام التضامنية مع القضية الصحراوية بقراءة بيان لدعم الشعب الصحراوي و التوقيع على اتفاق تعاون بين الجامعات العمومية بمدريد و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية . يشار إلى أن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، ''لويز ماريا دو بويغ'' وصف في وقت سابق أ استعمار المغرب للصحراء الغربية بأنه ''يمثل كارثة كبيرة'' والمسؤولية تتحملها بالدرجة الأولى اسبانيا التي بدل أن تمنح شعب الإقليم حق تقرير المصير فضلت ترك المنطقة بين أيدي استعمار جديد، وأكد ''دو بويغ'' في محاضرة ألقاها بمجلس الأمة الجزائري أنه على إسبانيا وفرنسا تصحيح موقفيهما من قضية الصحراء الغربية والاندماج ضمن المجموعة الدولية الداعمة لمبدأ تقرير مصير الشعوب. وحول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط يرى البرلماني الاسباني أن المبادرة تمثل فرصة سانحة لتحقيق الشراكة بين الجانبين من منطلق أن أوروبا بحاجة إلى دول المغرب العربي ودول جنوب المتوسط والعكس صحيح، مضيفا أن ربط أوروبا لعلاقات وطيدة مع إفريقيا يمر عبر إقامة جسور ثقة مع دول شمال إفريقيا.