أكد المتدخلون خلال اليوم الثاني من المنتدى الدولي حول حياة و أعمال كاتب ياسين المنظم بقالمة على أن مختلف القراءات التاريخية و الأدبية و السيميولوجية لرواية نجمة تكشف عن حضور "الروح الجزائرية" طيلة النص. و أشارت روزويتا غيس أستاذة بجامعة فيينا (النمسا) إلى ان "البعد السحري" لنجمة ""يظهر من خلال تفاصيل الوصف التي يقدمها المؤلف عن شخصيات محورية و قوى تراقب تطور أفعالهم". و حسب نفس المتدخلة فإن هذه "السحرية" تقوم على سلطة الإغراء و الإغواء و لكن أيضا على الاستسلام و الخضوع الذي يكنه كاتب ياسين للمرأة "نجمة) مقارنة بعشاقها الأربعة مراد و لخضر و رشيد و مصطفى مضيفة بأن نجمة تبقى عذراء عند كاتب ياسين بعد كل تقارب أو عملية اغتصاب ثم لا تلبث " نجمة" حسب المحاضرة ذاتها إلا أن تتطور لتصبح روح البلاد و الأرض التي لا تتأثر بالغزاة والمستعمرين. أما القراءة السيميولوجية التي قدمتها الأستاذة بلخامسة كريمة من جامعة بجاية باللغة العربية بعنوان " الشخصيات في رواية نجمة" فقد أبرزت الذكاء الكبير الذي تميز به كاتب ياسين في توظيفه للرموز التاريخية بداية من يوغرطة والأمير عبد القادر إلى فرحات عباس وهو التوظيف الذي لم يكن اعتباطيا في نظرها وجعل من الرواية إرثا أدبيا عالميا ترجم إلى أكثر من 20 لغة. وترى هذه الأستاذة بأن كاتب ياسين زاوج بين التاريخ والخيال لإعطاء صورة عن المراحل الكثيرة التي قطعتها المقاومة الجزائرية من العهد الروماني إلى العصر الحديث. وبالنسبة للمحاضرة فقد نجح المؤلف في التوصل إلى جعل نجمة تعبيرا حقيقيا عن هوية الجزائر لتصل في النهاية إلى القول بأن " تاريخ الجزائر كله موجود في نجمة". و أكد من جهته الأستاذ بوسيف مخالد أستاذ التاريخ بجامعة وهران في محاضرته حول أحداث 8 ماي1945 في رواية نجمة على أن كاتب ياسين سجل شهادة حية حول مشاهد البطش والتعذيب والتنكيل التي تعرض لها الأهالي بكل من سطيف وقالمة و خراطة مستشهدا على ذلك بأسماء ديغول و السينغال و رئيس بلدية سطيف في تلك الفترة التي وردت في الرواية. وأضاف المحاضر إلى أن كاتب ياسين قدم وصفا دقيقا لما تعرضت له عائلته بقالمة في تلك المجازر بذكره لفقدان أمه لذاكرتها وقتل ابنة أخيه مصطفى وإدخاله السجن إضافة إلى التقتيل الجماعي للأهالي وإطلاق النار من طرف البوليس الفرنسي على علم الجزائر الذي كان يحمله أطفال الكشافة.