على الرغم من ان كاتب ياسين قد الف كوكبة من الابداعات الادبية تدور حول "نجمة" (1956) الا انه يعتبر نفسه "مؤلفا لكتاب واحد" و قد شكل "هذا العمل الممتد و المستمر" محور نقاش اثاره عدد من المحللين و النقاد الادبيين حول موضوع "كاتب ياسين و نجومية العمل" (اصدارات لا ليكورن 2010). في هذا الصدد اكد كل من آن ايفون جوليان و كوليت كاملان و فرونسوا جون اوتيي اساتذة في جامعة بواتيي (فرنسا) الذين قدموا هذه السلسلة من التحاليل حول عمل كاتب ياسين ان المؤلف نفسه كان قد اعترف سنة 1967 قائلا "اعتقد فعلا انني صاحب مؤلف واحد". كما يرى بان عمله "كان في البداية مؤلفا شعريا" و تحول تدريجيا "الى رواية و نصوص مسرحية" الا انه "يظل دائما نفس العمل" الذي تركه كما كان قد بداه "اي انقاضا و ورشة". و كتب المبادرون الى العمل في مقدمة كتابهم "انها تلك الوحدة المتحركة المستمرة التي تستوقفنا انها تلك الوحدة المضيئة و النشطة في نفس الوقت" مع نص نجمة الذي قدم و كانه "شهاب ثاقب في تالق منذ امد بعيد". و اعتبروا في هذا الخصوص انه "بعد 20 سنة من رحيل الشاعر يرى هؤلاء انه من المناسب اقتراح تقديم قراءة اخرى لهذا العمل النجومي انطلاقا من ادوات نقدية متنوعة (فن السرد و النقد الاجتماعي و شعرية الجندر) و كذا الاهتمام بالطريقة ومنها ابداعات الكاتب التي تنم عن قدرة في التجديد لا تستثني الغوص في اعماق محيط الاسلاف". ومن خلال هذه المحاولة لاعطاء قراءة اخرى لعمل دائم التكوين قام النقاد باشراك عشرة محللين اخرين على غرار شارل بون المختص في الادب الجزائري المعاصر الذي يدعو القارئ الى بعد "متجدد" للعمل "الجداري الغني المتمثل في نجمة" الذي يعد كتابا حتميا "من نوع ادبي متفرد" وضع "النمط الروائي الاوروبي في حرج". و لتناول هذا العمل الفريد من نوعه يشير دكتور الادب دنيس براهيمي الى "الجوانب المعقدة" من نجمة و الشخصية التي "يصعب ولوجها" تتقمص "منطق عمل (ياسيني) يكون بصدد النشاة بمجرد الكتابة". اما فرونسوا جون اوتيي فيرى من جانبه ان رواية نجمة "تبرز حراكا صارخا من التناقضات" معتبرا ان هذا الكتاب الدليل "غني بجميع الصور المتدفقة من عنف الفن". من جانبها تشير الجامعية ميراي كال غروبر الى ان نجمة "احدى الغاز الوجوه النسوية سواء اكانت كوكبا او مهلكا او نجمة جيدة او سيئة او رغبة محظورة و خيال تم اختلاقها و نقلها فكيف يمكن الاقتراب منها لما يكون صاحبها كاتب ياسين الذي ولد بقسنطينة سنة 1929 و ترعرع بالجزائر الوطن المستعمر الذي يوجد في خضم مقاومة فرنسا" وتضيف في ذات الصدد ان "نجمة تعد صورة مجازية للجزائر الارض و الوطن" و ان العمل الابداعي "لا يتقيد باي عقل او منطق". ففي حين ترى نجاة خدة و هي أستاذة اللغة و الأدب نجمة بمثابة "نص تتخلله موجة من الانشقاق تعكس ميزات الرواية الواقعية" تحاول كاترين برون (جامعية بالسوربون) أن تقرأ في هذه الرواية المرجعية "ميول كاتب ياسين للمسرح". يعرض المحللون زوايا قراءة منفصلة و متقطعة تسمح للقارئ بالتقدم و التراجع و إجراء مقارنات لاستخلاص نتائجه الشخصية بخصوص عمل يرسم على حد قول دومينيك كومب (جامعي بالسوربون) "إعادة بروز التراجيديا". و ترى فرانسواز دوبور أن "التراجيديا الكاتبية" تتحلل بكون "ما يلفت الانتباه في الأخير هي كيفية ارتسام عالم نسوي و فرض وجوده في خضم عالم رجالي مبرزة الكيفية التي جسد بها كاتب ياسين المرأة" بحيث أنه شكل حبكة برزت "بقوة وعي" و استمد من "أمل متناقض" فرص "تأكيد هوية وطنية لامناص منها". ففي عمل كاتب ياسين شكلت مارتين ماتيو-جوب من جديد بنية "علاقة دياليكتية بين قدم و عصرنة". تليها خديجة خلادي (جامعة الجزائر) التي سجلت بأن "درجة العلاقة بين الخرافة و القصة تعد مشكلا هاما بالنسبة للمؤلف" (جامعة الجزائر) و استنتجت بأن "عمل كاتب ياسين بقي جديدا كما كان يوده و ان هذه الخرافات تعد بمثابة مصادر جديدة له". و من جهته اختتم بن اعمر مدين (أستاذ في تاريخ الفن) هذه السلسلة من القراءات بذكريات و تكريم لصديقه الذي يعتبر النساء بمثابة "نبع ماء حار يتدفق منه الحنان". كما قام بسرد التقائه من جديد بزليخة كاتب ابنة عم ياسين التي هي نجمة. و في عرضها قدمت آن-إيفون جوليان نصا للكاتب "يعبر عن عرفان لثلاثة مختصين في الرسم وهم باية و اسياخم و خدة الذين عبروا على غرار كاتب ياسين عن معاناة الشعب الجزائري".