جدد بشير بن بركة سعيه "الدؤوب" من أجل التوصل إلى الحقيقة حول اختفاء والده مهدي المعارض المغربي الذي اختطف سنة 1965 بباريس مشيرا مع ذلك إلى تسجيل تطور "صغير في الملف". و في حديث لوأج غداة التجمع التقليدي بباريس من أجل "المطالبة بكشف الحقيقة عن اختطاف مهدي بن باركة واغتياله" أكد نجل مناضل الثلاثية القارية أن "الكفاح من أجل اكتشاف الحقيقية يتواصل بحزم و عزيمة". وأوضح أنه تم تسجيل "تقدما صغيرا" في هذه القضية موضحا أنه تم مؤخرا القيام "بعملية تفتيش من قبل قاضي التحقيق باتريك رامييل لمقر مصالح الاستخبارات الفرنسية بباريس". و اعتبر أنها خطوة إلى الأمام و لكن ليس ثمة عنصرا يسمح بمعرفة إذا كانت الوثائق التي سيتوفر عليها القاضي ستسمح بتقدم معتبر في توضيح ظروف اختفاء والده. وبخصوص القرار الأخير للوزير الفرنسي للدفاع برفع سر الدفاع على جزء من الوثائق التي حجزتها الاستخبارات الفرنسية تساءل ابن زعيم المعارضة المغربية عن "سبب هذا الانتقاء المزدوج حيث جرى الأول بمقر مصالح الاستخبارات الفرنسية نفسها". كما تساءل عن "المعايير التي تحول دون الكشف عن هذه الوثائق". ومن جهة أخرى، ندد بشير بن بركة "بتواطؤ الدولتين المغربية والفرنسية في مواصلة حماية أصحاب هذه الجريمة التي راح والده ضحيتها و المتورطين فيها و منع الشاهدين الأساسيين من التحدث أمام العدالة وعرقلة سير العدالة و انتهاك حق عائلتي في اكتشاف كل الحقيقة". كما انتقد "عدم إمكانية الحصول على أية وثيقة أرشيفية من الجانب المغربي و عدم الاستماع إلى أي شاهد كان" مذكرا بأن الإنابة القضائية الدولية للقاضي رامييل التي يعود تاريخها إلى اكثر من خمس سنوات "لم تنفذ بعد إلى حد الآن". و يعتقد بشير أن "استعمال الأمر بالتوقيف الدولي من طرف القاضي ضد المسؤولين السامين الخمسة للأمن المغربي (لهم علاقة بالأحداث) إنما يعكس تعنت السلطات المغربية في حماية هذه الأشخاص". كما يرى أن "الأوان قد آن كي تجسد أعمال السلطات المغربية تصريحات عاهل المغرب بشأن اهتمامه باكتشاف الحقيقة حول اختفاء مهدي بن بركة". وتجدر الإشارة إلى انه تم توقيف مهدي بن بركة المعارض المغربي و مؤسس الاتحاد الوطني للقوى الشعبية يوم 29 أكتوبر 1965 بباريس من طرف رجال الشرطة. منذ ذلك اليوم لم يظهر ولم يتم العثور على جثته أبدا. و منذ سنوات يتم إحياء هذا التاريخ في كل من الرباط و باريس من طرف عائلة بن بركة و منظمات غير حكومية و مناضلين من اجل حقوق الإنسان للمطالبة بالكشف عن حقيقة اختفاء المعارض المغربي.