نظمت المحافظة السامية للأمازيغية يوم الأحد بتيارت يوميا تكريميا تخليدا للشاعر الفقيد محند ايدير أيت عمران الرئيس السابق لهذه الهيئة وذلك بمناسبة الذكرى السادسة لوفاته. وتميزت هذه التظاهرة التي عرفت حضور السلطات المحلية وممثلي المحافظة السامية للأمازيغية والمجلس الأعلى للغة العربية بتقديم شهادات عن مسيرة الفقيد محند ايدير أيت عمران الذي يعتبر أحد المناضلين الوطنيين ومن المدافعين عن الثقافة الأمازيغية. وفي تدخله في افتتاح هذا اليوم التكريمي أبرز والي ولاية تيارت أن "أعمال وانجازات الشاعر المناضل محند ايدير أيت عمران ستبقى شاهدة عن خصاله الحميدة ودفاعه عن الثقافة الأمازيغية" ويعتبر"أحد الأسماء التي أعطت مغزى للوطنية". ومن جانبه أوضح سي الهاشمي عصاد مدير الترقية الثقافية بالمحافظة السامية للأمازيغية أن محند ايدير أيت عمران يعتبر "مدرسة في حب الوطن والاعتزاز بالجزائر المشبتة بأصالتها وأبعادها الثلاثة: الاسلام والعربية والأمازيغية". كما تدخل سي البشير محمد رئيس ديوان المجلس الأعلى للغة العربية ليبرز أن الفقيد الذي عمل معلما ومفتشا بمديرية التربية بتيارت "كان المربي الناجح والاطار الذي قدم الكثير لقطاع التربية" مشيرا الى أن محند ايدير أيت عمران الذي حفظ القرأن الكريم كان الى جانب نضاله عن الثقافة الأمازيغية يحب العربية ودرسها أحسن تدريس. وتدخل في هذا اللقاء العديد من أصدقاء المرحوم الذين قدموا شهادات عن مسيرته النضالية مشيرين الى أنه بدأ النضال بحزب الشعب الجزائري ثم جبهة التحرير الوطني وقد سجنه الاستعمار الفرنسي سنة 1956 ولم يطلق سراحه الى غاية الاستقلال الوطني. وقد تضمن أيضا البرنامج الإحيائي لهذه الذكرى قراءة لبعض أشعار الفقيد وتقديم كتاب مذكراته الذي طبعته المحافظة السامية للأمازيعية خلال هذه السنة كما قدمت المجموعة الصوتية لسيدي على بوناب (تيزي وزو) أناشيد بالأمازيغية ومنحت عائلة الفقيد هدية رمزية من قبل المجلس الأعلى للغة العربية. وللإشارة فقد ولد محند ايدير أيت عمران في سنة 1924 ببلدية واسيف بمنطقة القبائل وعاش جانب من حياته بالسوقر(تيارت) التي درس بها بالاعدادية. وقد انخرط بصفوف حزب الشعب الجزائري وجبهة التحرير الوطني وبعد الاستقلال شغل منصب نائب بالبرلمان ثم والي الأصنام (الشلف حاليا) الى غاية 1965 ثم مفتش بقطاع التربية بتيارت. كما كان أول رئيس للمحافظة السامية للأمازيغية سنة 1995 الى أن توفي في 31 أكتوبر 2004.