نظمت اللجنة المستقلة لقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية حسناوة بجامعة مولود معمري، نشاطات علمية وفكرية وثقافية كثيفة احتفالا بالذكرى ال 30 للربيع الأمازيغي والتاسع للربيع الأسود، والمصادفة ل 20 أفريل من كل سنة، والتي تهدف -حسب المنظمين- إلى إحياء الموروث الثقافي والتاريخي والسياسي والاجتماعي لمنطقة القبائل، والمحافظة على تقاليدها، بما في ذلك مواصلة سلك نهج المناضلين السابقين الذين دافعوا بالنفس والنفيس عن القضية الأمازيغية· فيما قام المنظمون، ولأول مرة، بالتخلي عن الجانب الغنائي والفلكلوري، وهذا لتقديم نظرة جديدة للاحتفال بالربيع الأمازيغي بعيدا عن اختزال هذه المناسبة بالرقص والغناء· سطر أعضاء اللجنة المستقلة لقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية لهذه التظاهرة، التي تدوم فعالياتها لمدة أسبوع كامل، برنامجا مكثفا ومتنوعا في مختلف النشاطات الثقافية والفكرية والسياسية على غرار تنظيم العديد من المحاضرات التي تتناول أبعاد وخلفيات وأسباب ونتائج أحداث الربيع الأمازيغي لسنة ,1980 والربيع الأسود ,2001 والوضعية الراهنة التي آلت إليها منطقة القبائل· هذه المحاضرات يلقيها أرمادة من المؤرخين والسياسيين والأساتذة والباحثين والصحافيين على غرار يونس عدلي مؤرخ وصحفي، الدكتور تامدرتازا عضو المجلس الوطني لحزب الأفافاس، سعيد شماخ أستاذ الأمازيغية بجامعة مولود معمري، وبن طالب مناضل حركة الثقافة الأمازيغية، وتكون هذه المحاضرات متبوعة بنقاشات وتحاليل· كما ستتخلل هذه المحاضرات تقديم شهادات من بعض الشخصيات والمناضلين الذين عايشوا أحداث الربيع الأمازيغي خلال 1980 و.2001 كما سيتم عرض عدة أفلام قصيرة وطويلة وأشرطة وثائقية ناطقة بالأمازيغية، حيث تم عرض فيلم يحمل عنوان ''شعب بدون صوت'' للمخرج مالك بن اسماعيل، كما سيعرض المخرج والشاعر ومنتج الأفلام الوثائقية بالأمازيغية سليمان بلحارت العديد من أفلامه الوثائقية التي تتمحور مضامينها حول منطقة القبائل والقضية الأمازيغية· وينتظر نهار يوم أن يتم عرض فيلم ''ديهيا''· إلى جانب ذلك، تم تنظيم معرض للألبسة والزرابي التقليدية التي تبرز تقاليد وتراث منطقة القبائل، إضافة إلى عرض مختلف أنواع الحلي والمجوهرات التقليدية التي تشتهر بها منطقة آث يني، وكذا مختلف أنواع الصناعة التقليدية الفخارية· ويتخلل هذا المعرض صور للأحداث الأليمة التي عرفتها منطقة القبائل خلال الربيع الأسود لسنة ,2001 وصور للمسيرات الشعبية، فضلا عن صور للعديد من الشخصيات القبائلية منها الشخصيات النضالية الأدبية، الفنية، الموسيقية، السياسية والتاريخية على غرار الفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس، الكاتب والروائي مولود معمري، الفنان الشاعر آيت منفلات، وصور عن الشخصيات الأمازيغية القديمة مثل تاكفاريناس، يوغورثن، ماسينيسا، ديهيا، الكهينة، مسيبسا··· وغيرها من الشخصيات، إضافة إلى عرض صور للعديد من قرى منطقة القبائل ومناظرها الطبيعية الخلابة، وكذا عرض لوحات فنية وتشكيلية تعكس الموروث الفني والتقليدي لمنطقة القبائل، وكذا عرض العديد من المقالات الصحفية التي تناولت القضية الأمازيغية ومنطقة القبائل، إضافة إلى معرض للكتب والمجلات التي عالجت وتناولت مختلف القضايا والأحداث والمراحل التي عاشتها منطقة القبائل في المجال السياسي، الأدبي، الفنيو النضالي والسياسي، حيث قام أعضاء اللجنة المستقلة بقسم العلوم والسياسية والعلاقات الدولية، ولأول مرة، بالتخلي عن الجانب الغنائي والموسيقي، فالربيع الأمازيغي لا يختزل بالجانب الفلكلوري الغنائي، وأن هذا الأمر تجاوزه الزمن كونه -حسبهم- لا يخدم إطلاقا القضية الأمازيغية، وقد استحسن العديد من الطلبة هذه المبادرة ودعوا المنظمين إلى تكثيف جهودهم وإعادة الاعتبار لمثل هذه النشاطات الفكرية والسياسية والتاريخية التي يرونها إيجابية خصوصا فيما يتعلق بقسم العلوم السياسية· وتجدر الإشارة إلى أن لجنة القسم تنظم غدا استقبالا بمنطقة آث يني في ضريح الروائي والكاتب مولود معمري الذي يعتبر مفجّر قضية الربيع الأمازيغي· الكلمة للمنظمين: ماهو هدفكم من تنظيم هذه التظاهرة؟ بن عبد الحق فوزي - عضو اللجنة المستقلة ''قررنا تنظيم هذه التظاهرة قصد تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي أولا التذكير بالربيع الأمازيغي والمناضلين والأبطال الذين كرّسوا حياتهم للقضية والهوية واللغة الأمازيغية، وإعادة الاعتبار للربيع الأمازيغي الذي لا يمكن اختزاله في الرقص والغناء، وثانيا مواصلة النضال وتعبيد الطريق الذي أنجزه الجيل الفارط، وثالثا تحسيس وتكوين الطلبة لمواصلة النضال في القضية الأمازيغية بطريقة سلمية''· أعراب أمين - عضو اللجنة المستقلة ''نسعى من خلال هذه التظاهرة إلى المحافظة على الثقافة والتاريخ والتقاليد التي تعرفها منطقة القبائل، ونحاول خاصة إعطاء نمط جديد وصورة صحيحة للاحتفال والتذكير بمناسبة الربيع الأمازيغي بعيدا عن الجانب الغنائي والموسيقي، لأنه برأيي هذه المناسبة التي سقطت من أجلها العديد من الأرواح والأبرياء، لا يمكن أن تمر بالفلكلور، بل النشاطات الفكرية والسياسية هي التي تعود بالإيجاب على القضية الأمازيغية''· موسى جوهر - عضو اللجنة المستقلة ''نهدف من خلال هذه التظاهرة إلى تحسيس الطلبة بالدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه الطالب في المجال السياسي لأجل تحقيق أهداف القضية الأمازيغية، لأنه حاليا لم تعد النشاطات الفنية من موسيقى وغناء تنفع هذه القضية، لأن هناك أشخاصا كرسوا جل حياتهم للدفاع عن منطقة القبائل والهوية واللغة الأمازيغية،فمن الضروري مواصلة نهج هؤلاء بالتي هي أحسن''· بهلول توفيق - عضو اللجنة المستقلة ''نظمنا هذه التظاهرة لحماية موروثنا الثقافي، السياسي والتاريخي، ولنقول أننا لا نزال دائما أمازيغيين نحب منطقتنا ولغتنا ووطننا، ونقول حان الوقت لإعادة الاعتبار للغة الأمازيغية، كما نحاول أن نتجاوز تلك الاحتفالات المحتشمة للربيع الأمازيغي التي يحاول البعض اغتنام هذه المناسبة لكسب مصالح شخصية وإحياء حفلات غنائية والرقص، فالقضية الأمازيغية تحتاج إلى محاضرات فكرية، تاريخية وسياسية، كما تحتاج أيضا إلى نقاشات وتبادل الأفكار''· طاهر شيباني - طالب قسم العلوم السياسية ''صراحة، كطلبة قسم العلوم السياسية نثمّن هذا النوع من المبادرات الفريدة التي لطالما ترجيناها، ولطالما كانت من صميم الرسالة العلمية والنضالية التي من الأجدر أن تبثها الجامعة في أذهان طلابها، ومن ثم فإحياء الربيع الأمازيغي هو إحياء صراع الشعب الجزائري لفرض وجوده وكرامته وإحياء تراثه، وكسب حقوقه وحريته وهويته، فالجزائر أولا وقبل كل شيء، ونحن ندعو لتكرار هذه التظاهرات على مدار السنة، ولا ننتظر فقط 20 أفريل''·