تعتبر التربية الفنية والمسرحية عنصرا هاما في تنمية شخصية الطفل وتطوير الذوق الجمالي لديه كما جاء اليوم الأحد خلال الأيام الوطنية التاسعة لمسرح الطفل بسدراتة بولاية سوق أهراس. وفي هذا الصدد أشار أستاذ الفنون الدرامية بالمعهد العالي لمهن العرض السمعي البصري بالجزائر العاصمة حبيب بوخليفة على هامش هذه الأيام التي افتتحت أمس السبت إلى أهمية إدراج التربية الفنية والفن الدرامي ضمن المنظومة التربوية "كمادة مهمة في تربية الطفل وتعزيز قدراته الفكرية والتواصلية فضلا عن تربيته على حب جماليات الوجود". وأوضح ذات المحاضر في مداخلته بعنوان "توظيف التربية الفنية المسرحية في تنشئة الطفل" بقاعة سينما المدينة بأن الجزائر تحتاج إلى الاستثمار في الطفل ليتجاوز سلوك العنف والعدوانية .ودعا إلى ضرورة تغيير الرؤية السياسية الثقافية فيما يخص الاهتمام بالطفولة أكثر من خلال الشروع في إدخال فرقة مختصة في إنتاج عروض مسرحية موجهة للأطفال على مستوى كل مسرح جهوي أو وطني. واستدل بوخليفة بالتجارب الماضية للمسرح الوطني الجزائري حيث كانت هناك "فرقة مسرحية يترأسها المخرج عبد الله أورياشي أنتجت وقتها أكثر من 4 عروض مسرحية سنويا موجهة للطفل منها مسرحية العرش والشاطرين" مضيفا أنه "لا يمكن أن نكون جمهورا مسرحيا في المستقبل ما لم نعطي عناية للطفل". ويرى ذات الأستاذ أن المؤسسة المسرحية أصبحت "لا تهتم ليس فقط بمسرح الأطفال وإنما كذلك بالمسرح على العموم ذلك المسرح الذي ينبع من عبقرية الجزائر" معتبرا أنه "على الرغم من أن الدولة الجزائرية ضخت أموالا معتبرة في قطاع الثقافة إلا أن ذلك لم يساعد على تحقيق نتائج إيجابية فيما يخص إبراز جانب الإبداع الفني المسرحي". كما أشار أن دور الإعلام "الجوهري في نشر الثقافة المسرحية بالجزائر"وأنه "لا يمكن للإعلام أن يتسامح مع السلوك الطفيلي في الإبداع الفني وبالخصوص مسرح الطفل.