شيعت بعد صلاة الجمعة بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) جنازة المجاهد و الوزير السابق عبد المجيد أوشيش الذي وافته المنية أول أمس الأربعاء عن عمر يناهز 84 سنة إثر مرض عضال. و قد تم تشييع جنازة الفقيد في جو مهيب بحضور الى جانب عائلة الفقيد أعضاء من الحكومة و شخصيات عسكرية و وزراء سابقين و مجاهدين و وجوه من الحركة الرياضية إلى جانب أصدقاء المرحوم. وفي الكلمة التأبينية أبرز مدير الإتصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني العميد بوعلام ماضي مناقب الفقيد و تفانيه في خدمة الجزائر أثناء الثورة وبعد الاستقلال مؤكدا أنه "أحد رجالات الجزائر الأبطال الذين بذلوا النفس والنفيس لتسترجع الجزائر سيادتها واستقلالها". كما كان المرحوم-- يضيف العميد ماضي-- من الذين "هبوا لنداء الوطن منذ نعومة أظافرهم يناضلون وينشطون في سبيل عزة الوطن وسؤدده واسترجاع حقه المسلوب". و للتذكير ولد المجاهد عبد المجيد أوشيش يوم 24 أكتوبر 1926 ببرج بوعريريج أين التحق في السنة العاشرة من عمره بالكشافة الإسلامية الجزائرية التي تشبع فيها بالروح الوطنية. و بعد مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945 تم توقيفه و تحويله مع رفقائه إلى معتقل جنان بورزق بمنطقة بشار وبعد إطلاق سراحه في نوفمبر 1945 إلتحق فيما بعد في 1956 بالثورة المسلحة بمنطقة الأخضرية بالولاية التاريخية الرابعة. وفي أبريل 1957 أصيب في إحدى المعارك ضد العدو ليلقى عليه القبض بمنطقة بودواو ويتم سجنه بسركاجي بالعاصمة قبل نقله إلى سجن البرواقية بعد الحكم عليه بسنين سجن. و بعد إطلاق سراحه سنة 1959 لجأ الفقيد المجاهد إلى باريس و في سنة 1960 التحق بجيش الحدود بتونس أين تم تكليفه سنة 1961 بمهمة إنشاء النادي المركزي للمجاهد حيث أسندت إليه مهام إنشاء 141 ناديا للجنود و قرية تعاونية للمدنيين المقيمين في الحدود. وبعد الاستقلال أشرف في ديسمبر 1963 على تأسيس الشركة الوطنية للإنشاءات التي توسعت مهامها لتشمل كافة النوادي و التعاونيات و وحدات الإنتاج العسكرية. و بين سنتي 1967 و 1977 أصبحت أكبر شركة للإنشاءات الهندسية والبناء في تاريخ الجزائر المستقلة في القطاعين المدني والعسكري ليمتد نشاطها إلى مجال الصناعات الملحقة بقطاع البناء و الاشغال العمومية حيث قفز عدد عمالها من 850 عامل إلى ألف عامل. و في مارس 1977 تم تعيينه وزيرا للبناء و السكن و العمران ثم سفيرا للجزائر بالأرجنتين من 1982 إلى 1984. كما ساهم الفقيد في تطوير رياضة الفروسية ليعين من سنة 1963 إلى غاية سنة 1993 نائب رئيس لفدرالية رياضة الفروسية ثم رئيسا لها حتى 2004 ومجددا سنة 2007 . و ترأس الفقيد لعدة سنوات الفدرالية الجزائرية لرياضة التزحلق والرياضات الجبلية و أسس و ترأس جمعية أصدقاء الطاسيلي من سنة 1988 إلى غاية 1998 التي تهدف إلى تطوير التراث التاريخي الثقافي والطبيعي بالتاسيلي و الحفاظ عليه و التي بقي رئيسها الشرفي.