انطلقت يوم السبت ببغداد المشاورات السياسية بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والكتل البرلمانية لتشكيل الحكومة العراقية الجديد في اعقاب الاتفاق السياسي الاخير بشأن تقاسم السلطة والذي اعتبرته عديد من الدول "خطوة نحو المصالحة الوطنية وتحقيق الاستقرار في العراق". واعلن نواب في ائتلاف دولة القانون أن زعيم الكتلة نوري المالكي بدأ يوم السبت مشاوراته مع بقية الكتل البرلمانية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وإعلانها خلال المهلة الدستورية المحددة بشهر واحد. وتوصل القادة العراقيون يوم الخميس الى اتفاق حول تقاسم السلطات يضع حدا لازمة سياسية شلت عمل المؤسسات منذ الانتخابات التى جرت قبل ثمانية اشهر. وانتخب البرلمان في جلسته يوم الخميس اسامة النجيفى عن القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوى رئيسا له كما انتخب رئيس الجمهورية جلال طالبانى لولاية ثانية. وكلف الرئيس طالباني خلال كلمته التي ألقاها أمام أعضاء البرلمان نوري المالكي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وأكد حيدر العبادي القيادي في ائتلاف دولة القانون أن الكتل السياسية العراقية اكدت في اجتماعها اليوم التزامها بكافة التعهدات على تشكيل حكومة شراكة وطنية مشيرا الى انه تم الاتفاق في الاجتماع على تشكيل "لجنة للاتفاق على النقاط التي مازالت عالقة" . وأشار العبادي إلى أن جميع الكتل السياسية ستحضر اجتماع البرلمان لهذا اليوم مشددا على "وجود وحدة بين القوى السياسية وأن ما حصل يوم الخميس الماضي كان سوء فهم والعراقية اكدت انها مستعدة لاصلاح ذلك من خلال المشاركة الواسعة في جلسة البرلمان اليوم". وكانت صحيفة "الصباح" العراقية ذكرت أن رئيس الوزراء نوري المالكي عقدا لقاء مساء يوم الجمعة مع زعيم القائمة العراقية اياد علاوي في مساع من رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مؤكدة ان اللقاء خرج بنتائج ايجابية وتقارب في وجهات النظر. للتذكير فقد انسحب نواب القائمة العراقية يتقدمهم رئيسها إياد علاوي من قاعة مجلس النواب اول امس الخميس احتجاجا على "عدم أدراج وثيقة اتفقت الكتل السياسية عليها خلال المشاورات تخص إلغاء قرارات " المساءلة والعدالة "في حق عدد من أعضاء القائمة". ومن المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسته الثانية ظهر يوم السبت للانتهاء من مناقشة القضايا المهمة ومناقشة النظام الداخلي للبرلمان. وتتواصل ردود الفعل الدولية المرحبة بالاتفاق العراقي على تشكيل حكومة شراكة والتي اكد مجلس الامن الدولي اليوم على أهميته في استقرار العراق لصالح شعبه والمنطقة والعالم. ورحب المجلس في بيان له بالعملية السياسية الشاملة والنتيجة التي تمثل جميع الأطراف المعنية وتشجع القادة العراقيين على العمل مجددا من اجل التوصل الى المصالحة الوطنية كما قال مجددا التزامه بدعم استقلال وسيادة العراق ووحدة أراضيه. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاتفاق ب"الخطوة الكبيرة" إلى الأمام على مسار العملية الديمقراطية في العراق داعيا القادة العراقيين إلى مواصلة إبداء روح الشراكة خلال تحركهم بشكل عاجل لإكمال تشكيل الحكومة الجديدة. كما أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق ودعا القادة العراقيون الى السعي لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي. من جانبها اعتبرت تركيا الاتفاق ث "الخطوة الاولى" فى عملية حاسمة نحو تحقيق الاستقرار فى هذا البلد. وتلقت روسيا ب"ارتياح" القرارات المتخذة فى بغداد معتبرة إياها خطوة إيجابية كبيرة على طريق تشكيل كامل هياكل السلطات القيادية فى العراق وفق ما ينص عليه الدستور. وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن قناعتها بأن "مثل هذه النتيجة ستساهم فى استقرار الوضع فى العراق, وسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين, وإعادة الحياة الطبيعة إلى العراق, وتعزيز السيادة الحقيقية ووحدة أراضى الدولة العراقية". كما رحبت وزارة الخارجية الفرنسية بالاتفاق العراقي واعتبرته "تقدما في الاتجاه الصحيح".