سادت أجواء من التشاؤم على اجتماع قادة الكتل السياسية العراقية امس الاثنين في مدينة اربيل بدعوة من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ، خاصة مع إصرار رئيس الوزراء المنتهيه ولايته نوري المالكي على ولاية ثانية ، ورفض زعيم قائمة ''العراقية'' التنازل أحقيته في تشكيل الحكومة. اجتمع قادة الكتل السياسية العراقية الاثنين في أربيل عاصمة اقليم كردستان لبحث كيفية الخروج من المأزق السياسي المستمر منذ ثمانية أشهر، والذي يعيق تشكيل حكومة عراقية. وشارك في الاجتماع رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي وأياد علاوي زعيم ''القائمة العراقية'' وكذلك قادة باقي الكتل السياسية التي ستحسم موقفها النهائي خلال الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه منذ الانتخابات العامة. وجاءت الدعوة الى هذا الاجتماع بمبادرة من رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني التي أعلنت في سبتمبر ويركز على ''التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقاسم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء حتى يمكن أن نصل إلى حكومة تستطيع أن تحل مشكلات البلد''. وقبيل الاجتماع أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ توصل الكتل السياسية العراقية إلى اتفاق لتقاسم السلطة ينص على تجديد ولاية رئيس الجمهورية جلال طالباني فيما يبقى نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته ورئيس ائتلاف دولة القانون في منصبه لولاية ثانية. وأضاف أن ''منصب رئيس مجلس النواب سيؤول إلى القائمة العراقية، وعليها تقديم مرشح لشغل المنصب'' ، مشيرا الى ان ''البرلمان سيعقد جلسته الخميس المقبل لاختيار رئيسه''. إلا أن الدباغ عاد في وقت لاحق لكي ينفي التوصل الى تقاسم السلطات الثلاث بين ''الائتلاف الوطني'' و''التحالف الكردستاني'' و''القائمة العراقية''، وقال في تصريح نقلته عنه قناة ''العراقية'' شبه الرسمية إنه حتى الآن لم يتم الانتهاء رسمياً من تقاسم السلطات بين الكتل الفائزة . والمتابع للكلمات التي ألقاها قادة الكتل السياسية في الاجتماع ، يجد أنها لا تحمل اي مبادرة جديدة او حل للازمة التي اصابت المؤسسات العراقية بالشلل منذ ما يقارب من ثمانية اشهر ، الأمر الذي دفع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الى القول بأنه كان يتوقع أن يأتي كل طرف بحل متوقع للازمة . وفي كلمته الافتتاحية ، أكد رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني ان العملية السياسية في العراق تجتاز مرحلة حساسة وحرجة بسبب تعثر تشكيل الحكومة رغم مرور ثمانية اشهر على الانتخابات.وقال بارزاني'' هناك أوساط لا تريد ان ينعم العراق بالاستقرار ، حتى يتفرغ لاعادة البناء''. واضاف ''التلاقي والحوار هو الكفيل بايجاد الحلول والتوصل الى اتفاق ، فالعراق مساحة تتسع للجميع'' ، متابعا ''لابد من اعادة الثقة بين الجميع وبامكاننا انجاز الاستحقاق الوطني قبل جلسة البرلمان الخميس المقبل''. ومن جانبه ، قال الرئيس العراقي جلال طالباني ''نأمل ان يكون اجتماع اليوم دافع قوي لتحقيق الوفاق الوطني ، والتأكيد على العراق الديمقراطي الفيدرالي'' ، متابعا ''نأمل ايضا ان يسفر الاجتماع عن التوصل لحكومة مبنية على الشراكة الوطنية''. كما قال رئيس الوزراء العراقي المنتهيه ولايته نوري المالكي ''لقاء اليوم يتوج لقاءات بين الكتل جرت خلال الفترة الماضية ونرجو ان يمثل دفعة من اجل تلبية طموح العراقيين''واشار الى ان اللقاء يجب ان يحقق ثلاث مبادئ اساسية هي ''الوحدة الوطنية لانها السياج والحصن لمواجهة التحديات ، فضلا عن اتمام المصالحة الوطنية ، واخيرا تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقة التي يدرك فيها كل طرف الالتزامات المطلوبة منه وحقوقه''.