ألقى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، يوم الثلاثاء كلمة حول موضوع "الأهداف الإنمائية للألفية و الفلاحة و الأمن الغذائي" في إطار أعمال القمة الثالثة لإفريقيا و الاتحاد الأوروبي التي تعقد بطرابلس (ليبيا) هذا نصها الكامل : "صاحبي الفخامة شكل تبني الأهداف الإنمائية للألفية في سبتمبر 2000 وثبة كبرى جعلت من الإنسان الغاية للتنمية و التعاون الدولي. و كان لأوروبا و إفريقيا دور هام في بلورة المقاربة الجديدة هذه و تحويلها إلى تعهدات أخذتها المجموعة الدولية قاطبة على نفسها على أعلى مستوى. وكان من الطبيعي أن تصبح الأهداف الإنمائية للألفية ابتداء من أول قمة أوروبية إفريقية انعقدت هي كذلك في نفس الفترة محورا من المحاور الأساسية لاستراتيجية الشراكة الأوروبية-الإفريقية. و قد جاءت خطة العمل 2008-2010 في ظرف ثبطت فيه أزمة ثلاثية الأبعاد : مالية و غذائية ومناخية وتيرة تقدم إفريقيا نحو بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية . و كانت من ثمة جد مواتية لمساعدة إفريقيا على أن تقاوم على نحو أفضل آثار الأزمة على الأمن الغذائي و التنمية البشرية و على تفشي الفقر في القارة. و بالرغم من التقدم الهائل المحقق في مجال تأمين التعليم للجميع و تعليم البنات فإن بقية الأهداف ستظل إن استمرت التوجهات الحالية على ما هي عليه بعيدة المنال بالنسبة لمعظم البلدان الإفريقية. و هذا إنما يبرز حجم الجهود التي يبقى على إفريقيا و شركائها بذلها لتدارك التأخر المسجل و تخطي العوائق التي ما تزال قائمة في العديد من المجالات. من ثمة لا مندوحة من أن تكون خطة العمل للفترة 2011-2013 خطة هامة يطبعها الطموح. ومبادرة إدراج الفلاحة و الماء و التطهير ضمن مجال تطبيق الخطة هذه تمنحها بعدا يتساوق أكثر مع تحقيق الأمن الغذائي المستدام و دحر الأمراض. كما تدرج الخطة تعزيز الالتزام السياسي ومضاعفة الأداءات المالية لتسريع و تيرة التقدم باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. و إلى جانب تنفيذ المساعي الخصوصية للخطة الذي ينبغي بطبيعة الحال السهر عليه بعناية يمكن لأوروبا أن تعمل مع إفريقيا في المحافل الدولية المختصة لفائدة الأهداف التي تصب جميعها في مصب تأمين الأمن الغذائي لإفريقيا و أعني بها : - تحقيق تعهدات قمة أكويلا LAquila بشأن الأمن الغذائي و توجيه نسبة ملائمة من الموارد المنتظرة نحو إفريقيا - دعم المبادرات الرامية إلى تفضيل مقاربة للأمن الغذائي قوامها زيادة الإنتاج في إفريقيا - الإدماج الكامل لخطة العمل المفصلة من أجل تنمية الفلاحة في إفريقيا ضمن برامج التمويل و التعاون - تسهيل تنمية التجارية الإفريقية البينية لمنتجات الصناعات الغذائية - تحرير التجارة الفلاحية الدولية في مجالات بعينها بما يتيح لإفريقيا فرصا حقيقية للتصدير - إدراج بنود تضمن الحماية الملائمة للفلاحة الإفريقية ضمن دورة الدوحة - إنشاء آليات وقاية من تقلبات أسعار المنتجات الغذائية التي كانت آثارها في السنوات الأخيرة جد قاسية على إفريقيا - تكثيف البحث في مجال الفلاحة على الخصوص في المناطق الاستوائية و شبه الاستوائية و المناطق الجافة و شبه الجافة - تطوير برامج لمحاربة التصحر. إننا نعلم بالأساس، أن تقدم إفريقيا تقدما ذا بال باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية يقتضي معدل نمو نسبته 7 % سنويا. والتوقعات ابتداء من2011 إيجابية إذ أنها تبلغ 5 % إلا أنه يتعين تعزيز هذه الوتيرة و تسريعها و هو ما يشكل تحديا بالنسبة لإفريقيا و فرصة بالنسبة لأوروبا لكي توطد أواصرها و تقيم تعاونا أكثر تنوعا و متبادل الفائدة مع قارتنا."