القاهرة – قال مبدعون و صناع الفن السابع في إفريقيا في القاهرة أن التمويل يبقى المشكل الأكبرالذي يعيق تطور السينما الإفريقية وخروجها للعالمية مؤكدين أن دول افريقية قليلة فقط تمول قطاع السينما من بينها الجزائر. وقد أكد المخرجون و المنتجون الذين شاركوا في الندوات التي تناولت السينما الإفريقية خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي أن ضعف الإمكانيات المادية تعد بمثابة "مأزق كبير" يواجه هذه السينما التي تحاول أن تخرج من الصورة النمطية لأفلام القارة التي تقتصر على مشاهد الغابة والأفيال والقبيلة إلى سينما عالمية تعبر عن واقع سكان القارة. وقال المفوض العام لمهرجان الفيسباكو في بوركينا فاسو ميشل اودوغو "للأسف لا يوجد في قارة إفريقيا سوى 6 دول فقط تقوم بتمويل السينما وهي الجزائر ومصر والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا وبوركينافاسو". و رغم ذلك يضيف اودوغو فان السينما الإفريقية أصبح فيها تنوع كبير و أن المثقفين في عالم السينما يتحدثون بشكل جيد عن هذه السنما التي تمثل خيال الشعوب الإفريقي. وأوضح أن القادة في إفريقيا لم يأخذوا في حسبانهم الثقافة التي هي بمثابة "الخيط الأول في التنمية" مركزين فقط على قطاعي الزراعة والصناعة مؤكدا أهمية حشد الاتجاهات السياسية لصنع سينما افريقية وقال أن الحل أيضا في الإنتاج المشترك مشيرا إلى أن العديد من الأفلام انتجت بالاشتراك. وذكر بالتجارب السابقة التي فشلت مثل الاقتراح التي تقدم به ممثلو السينما في إفريقيا في الستينات كإنشاء صندوق لتمويل السينما أو إنشاء هيكل واتحاد لحشد الموارد من اجل انتاج مشترك ولم يتوصلوا لشيء كما قال . وأضاف أن تلك المحاولات تؤكد اليوم ضرورة معرفة اختيار الشخص المناسب الذي يدير المسالة ويكون على دراية ثقافية خاصة إفريقيا. وفي سياق الحديث عن الإنتاج المشترك بين عدة دول افريقية للنهوض بصناعة السينما اتفق المنتج والمخرج النيجري "فيكتور اوخاي" على أهمية الإنتاج المشترك مضيفا ا نه رغم الصعوبات يوجد إنتاج مشترك مثل ما هو موجود بين نيجيريا وغانا . وذهب المخرج التونسي إبراهيم لطيف إلى ابعد مما قيل بخص واقع السينما الإفريقية عندما نفى وجود سينما افريقية بالأساس إنما هناك كما أوضح أفلام افريقية تعكس العادات والتقاليد مؤكدا على ضرورة وجود إرادة سياسية. ودعا الأفارقة إلى تنظيم أنفسهم للتغلب على معوقات عملية الإنتاج السينمائي . وتناول النقاش موقع السينما الإفريقية من التقدم التكنولوجي حيث أكد المخرج الإفريقي فايت اياكبيرأن المخرجين الأفارقة لديهم جميع التقنيات التكنولوجية المتاحة لأي شخص في العالم . وأضاف أن الفيلم الذي يصنع من منظور إفريقي بغض النظرعن الاحداث التي يتناولها هذا الفيلم وسواء كانت احداثه في امريكا او في فرنسا او اي دولة اخرى فهو يعد فيلما إفريقيا لانه صنع بأيد افريقية و"انا كأفريقي أضع أصلي ونشأتي في أعمالي الفنية".