ألح المشاركون يوم الاثنين في الورشة الخاصة بدور وسائل الاعلام و السينما في التعبير عن حق الشعوب في التصرف في مصيرها ضمن أشغال الندوة الدولية المنعقد بالجزائر حول اللائحة 1514 على ضرورة توحيد جهود البلدان المستعمرة سابقا للحفاظ على ذاكرتها و مجابهة المد الإعلامي الآتي من الغرب. و في هذا الإطار، أكد المدير العام لمؤسسة الارشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي على حتمية مطالبة الدول التي تخلصت من الاستعمار بتحصيل الارشيف من المستعمر مشيرا الى انه ينبغي ان تكون هذه المطالبة "مركزة و قوية". واعتبر السيد شيخي ان استعادة البلدان المستعمرة سابقا لارشيفها "المسروق" من شأنه اعادة الذاكرة لها و المساهمة في تكوين "مواطن صالح ينظر الى ماضيه بدون عقدة" مناديا مؤسسات الارشيف في البلدان الافريقية و الآسيوية و بلدان أمريكا اللاتينية الى التعاون الوثيق فيما بينها لتعيد للمواطن احساسه بذاته. وأبرز مدير الارشيف الوطني أهمية اعتماد هذه البلدان على وسائل الاعلام والسينما للقضاء على مركب النقص الذي ورثته عن سنوات الاستعمار و تشكيل راي عام يفرض واقعا جديدا. و في سياق متصل شدد المخرج احمد راشدي في تدخله على حتمية التفكير في طريقة تستطيع من خلالها المجتمعات التي عانت من الاستعمار مواجهة نوع جديد من الاستعمار "من خلال الصور التي تتدفق عبر الأقمار الصناعية" داعيا الى "التجمع بين السنمائيين و المخرجين الافارقة للحفاظ على الذاكرة و حماية الأجيال الصاعدة من التدفق الاعلامي الآتي من اتجاه واحد". ومن جهته، تطرق المخرج الجنوب افريقي سليمان رمضان الى عهد التمييز العنصري الذي عانى منه السود في بلاده تحت نظام الأبرتايد مشيرا الى ان المخرجين يلقون صعوبات في الوصول الى الارشيف هناك لانجاز افلام وثائقية عن التجاوزات التي كانت تحدث او عن نضال و كفاح بعض الشخصيات في جنوب افريقيا. أما في الورشة الثانية الخاصة بمساهمة اللائحة 1514 في مسار تحرير الشعوب فقد تناول المشاركون الصدى الذي خلفته هذه اللائحة و اثرها في تحرر الشعوب الاخرى بعد سنة 1960 . كما تطرقوا الى الوضع في الصحراء الغربية و فلسطين مشددين على حق شعبي هذين البلدين في تقرير مصيرهما طبقا للائحة 1514.