أعلن وزير التهيئة العمرانية والبيئة، شريف رحماني، يوم الأحد بأدرار، عن إنشاء مركز لتنمية وترقية الموارد البيولوجية على مستوى المحمية الطبيعية الواقعة بمنطقة تينركوك على بعد 200 كلم شمال مدينة أدرار عاصمة الولاية. وأوضح الوزير لدى وضعه لحجر الأساس لهذا المشروع المرتقب بالمحمية الطبيعية التي أنشئت سنة 2003 و تمتد على مساحة 4 آلاف هكتار بأن هذا المركز الذي انتهت دراسته التقنية سيتم تجسيده بالتنسيق مع صندوق البيئة العالمية. ويهدف هذا المرفق البيئي إلى المحافظة على التنوع البيولوجي النباتي منه و الحيواني بالمنطقة حيث سيضمن في إطار الدور المنوط به تنمية وتكاثر أنواع مختلفة من الكائنات الحيوانية المعروفة بالمنطقة بغرض حمايتها من الإنقراض. ويتم بالموازاة مع إنشاء هذا المركز تهيئة قرية إيكولوجية مخصصة لغرس أصناف متعددة من النخيل المنتشر بهذه المنطقة الصحراوية التي تتوفر على أكثر من 100 صنف من النخيل، حسب الشروحات المقدمة حول المشروع. وقد جرى في هذا الصدد و إلى حد الآن غرس مساحة 5.5 هكتار من النخيل وسقيها بطريقة الري بالتقطير. وسيتم ضمن نفس العملية غرس مساحة أخرى مماثلة عبر هذه القرية التي تمتد على مساحة 300 هكتار حسب المعلومات المقدمة للوفد الوزاري. وسيمكن مشروع مركز تنمية وترقية الموارد البيولوجية المرتقب من فتح مناصب شغل لفائدة شباب المنطقة خلال مرحلة إنجازه ولدى دخوله حيز الإستغلال فيما بعد.كما يوفر فرص شغل أخرى ضمن أشغال صيانة المحمية الطبيعية التي توشك أشغال التهيئة الجارية بها على الإنتهاء. وقد قامت وزارة التهيئة العمرانية والبيئة في وقت سابق بأشغال ترميم البرج القديم المتواجد داخل المحمية الطبيعية والذي يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1957 باعتباره يشكل معلما سياحيا يستقطب السياح إلى هذه المنطقة. ويستغل حاليا كفضاء لإقامة معارض الصناعات التقليدية فضلا على أنه يشكل موقعا أثريا وتاريخيا يستقطب الباحثين والطلبة الجامعيين . وبالمناسبة، أعطى السيد شريف رحماني تعليمات مباشرة من أجل إطلاق برنامج بيئي واسع بولاية أدرار يرتكز على عدة محاور منها إنشاء مركز تقني لطمر النفايات بين تينركوك و تيميمون وبرنامج خاص بعملية جمع الأكياس البلاستيكية وذلك بالتنسيق مع الجمعيات المحلية الفاعلة في مجال المحافظة على البيئة . كما أبدى الوزير خلال هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا لولاية أدرار موافقته لإنجاز مشروع حديقة للتسلية والترفيه العائلي بمنطقة تقع على بعد 3 كلم من مدينة أدرار. ومن جهتها، أكدت المديرة التنفيذية لصندوق البيئة العالمية الذي يوجد مقره بواشنطن السيدة مونيك باربو أن منطقة تينركوك تتميز بكونها موقعا طبيعيا إستثنائيا في غاية الأهمية مما يتوجب العناية به والمحافظة عليه باعتباره يمثل نظاما بيولوجيا في قلب الصحراء متكاملا ومتنوعا نباتيا وحيوانيا. وأشارت بالمناسبة، أن صندوق البيئة العالمية يرافق عدة مشاريع من هذا النوع ببعض المناطق في الجزائر مثل منطقتي الطاسيلي و الأهقار"وهو الآن بصدد العمل لإطلاق مشروع كبير يمس مختلف المناطق الصحراوية بالمغرب الكبير والصحاري الكبرى بمنطقة الشرق الأوسط ". وأضافت السيدة مونيك باربو أن تينركوك اختيرات كمنطقة صحراوية عينة لمباشرة برنامج طموح للإهتمام بالتنوع البيولوجي وترقية المحميات الطبيعية بحيث سيعمل الصندوق في هذا الصدد على جلب خبراء ومهندسين لإعداد دراسة ميدانية في هذا المجال بالتنسيق مع الوزارة الوصية.