أكد المشاركون في ملتقى القافلة العلمية والثقافية حول "جهود علماء الجزائر في خدمة السنة النبوية" التي اختتمت أشغالها يوم الإثنين بوهران على ضرورة إخراج الكتب والمخطوطات القديمة خاصة تلك المتعلقة بالسنة النبوية والأحاديث الشريفة من الخزائن الخاصة و"جعل نفعها عاما على الجميع". وفي هذا الصدد أوضح الأستاذ خلواتي صحراوي من جامعة سعيدة أن إخفاء إسهامات كبار المحدثين والمفسرين الجزائريين عن العامة " فيه عدم اعتراف بالعمل الكبير الذي قاموا به" في سبيل حفظ السنة والأحاديث الشريفة مشيرا أن ضياع هذه الكتب والمخطوطات "سينجر عنه خسارة كبيرة للأمة الإسلامية". وذكر أنه "يتعين الحفاظ على هذه الكتب والمخطوطات من التلف" بتسليمها لمؤسسات ومكتبات تعنى بالمخطوط وذلك نظرا لقيمتها الدينية الرفيعة ولكونها جزءا هاما من التاريخ العربي الإسلامي. وأضاف المحاضر أن الحفاظ على هذه المخطوطات يعني الحفاظ على الهوية العربية والدين الاسلامي بمختلف أبعادهما "في ظل ما يشهده العالم من تغيرات وظهور مفاهيم وقيم جديدة". وفي مداخلة حول دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على السنة النبوية أكد من جهته الأستاذ بجامعة وهران عبد القادر بوعرفة أن جمعية العلماء المسلمين "حددت منذ البدء هدفها بالدفاع عن سنة النبي قولا وفعلا وتقريرا من أي شائبة أو زيادة يمكن أن تطالها". وأبرز العلامة عبد الحميد ابن باديس -يقول المحاضر- "أوجه الدفاع عن الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة بتصديه للجهل والبدع والتقاليد البالية". "ولما رأى ابن باديس أن الحلقات العلمية في المؤسسات التربوية والدروس المسجدية لا تفي بنشر دعوته على نطاق واسع إلا بتعزيزها بالعمل الصحفي أنشأ أول جريدة جزائرية باللغة العربية وأسماها "المنتقد" وذلك بهدف نشر أفكاره حول الإصلاح من جهة والحفاظ على الدين الإسلامي والسنة النبوية من جهة أخرى" يضيف المحاضر. كما أوضح بوعرفة من جهة أخرى أن العلامة محمد البشير الابراهيمي أخذ على عاتقه تدريس الحديث والتفسير واللغة العربية في كامل مناطق الوطن .وأنه وضع سنة 1935 الحجر الأساس لبناء مدرسة "دار الحديث" بتلمسان التي تم افتتاحها سنة 1937. وتعد القافلة العلمية والثقافية التي احتضنتها وهران على مدار يومين الرابعة من نوعها. وتندرج ضمن برنامج وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حيث سبق لها وأن حلت بعدد من مناطق الوطن وناقشت مواضيع تخص "القيم الروحية للثقافة الأمازيغية" و"الاسلام والوطنية" و"دور علماء الساورة في الثقافة الوطنية".