ركز المشاركون في أشغال الملتقى الدولي للمخطوط التي تتواصل في يومها الثاني هذا الإثنين بولاية تندوف على مسألة حماية ما تبقى من التراث اللامادي سيما المخطوطات. وفي هذا الصدد أبرز الدكتور خلواتي صحراوي من جامعة سعيدة في مداخلته بعنوان "إسهام علماء الجزائر من خلال مخطوطات علم الحديث الشريف" أهمية إيجاد صيغ مناسبة لجمع المخطوطات التي توجد بحوزة الكثير من الخزانات العائلية بغرض المحافظة عليها وحمايتها من الإهمال و الإندثار. واعتبر ذات المتدخل أن تنظيم مثل هذه الملتقيات من أهم الوسائل التي تمكن المهتمين والباحثين والعلماء من دراسة سبل الإهتمام بما بقي من تلك المخطوطات التي تنتظر الباحثين من أجل نفض الغبار عنها و تحقيقها وتمحيصها و وضعها في متناول المهتمين بهذا التراث العريق. وقدم الدكتور خلواتي صحراوي عرضا مسهبا بخصوص اهتمام العلماء الجزائريين بعلم الحديث الشريف و من بينهم الشيخ محمد بن نصر الداودي مؤلف كتاب "النصيح" الذي شرح فيه صحيح البخاري و هو المرجع الذي يعتمده الكثير من العلماء المعاصرين. وأضاف بأن الشيخ الداودي يعد من السباقين في شرح كتاب "الموطأ " للإمام مالك. ومن جهته تطرق الدكتور عيسى وموسى محمد في مداخلة له بعنوان " قراءة في مخطوط اللغة للشيخ عبد الرحمان الثعالبي" إلى أهمية حماية هذا المخطوط و تحقيقه وهو في حاجة إلى إعادة اعتبار فيما يخص إخراجه و تثمين ما ورد فيه من معلومات. ويعد هذا المخطوط -كما أوضح المتدخل واحدا من أهم المخطوطات التي كتبت في مجال اللغة و يستحق كل الإهتمام و العمل العلمي لإخراجه للطلبة و الباحثين. وثمن ذات المتحدث بالمناسبة تنظيم هذا الملتقى الدولي و الذي يعد مناسبة للكشف عن المزيد من المخطوطات وعن جهود العاملين في الخفاء من أجل التعريف بمدى إسهامهم في حماية المخطوط و إخراج هذه الجهود من الظل إلى النور ليستفيد منها الباحثون. وبدوره تناول الدكتور بوداود عبيد من جامعة معسكر في مداخلة له بعنوان "قراءة في مخطوط مختصر ديباجة الإفتخار-للمازوني" الأهمية التي يكتسيها التحقيق في المخطوط مستشهدا بهذا المخطوط الذي يقدم تراجم لمجموعة من العلماء و المتصوفة من منطقة الشلف و مازونة و ما جاورهما وهي تراجم "قد لا نجد لها أثرا في الكتب المعاصرة" على حد تعبير المتدخل. وتتواصل أشغال الملتقى الدولي حول " إسهام علماء الجزائر في التراث المخطوط" الذي تنظمه زاوية بلعمش بتندوف والذي كان قد افتتح أمس الأحد على مدار ثلاثة أيام بتقديم عدة مداخلات من قبل باحثين وأساتذة جامعيين ومهتمين بتراث المخطوط من الجزائر ومن بعض الدول العربية.