تنظم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بداية من صباح أمس الأربعاء وإلى غاية مساء اليوم، ملتقى دوليا حول موضوع ''ممارسة الشعائر الدينية حق يكفله الدين والقانون''، بحضور مفكرين وأساتذة فلسفة وفقهاء ومطارنة وقساوسة، وجاء النقاش ساخنا إلى درجة تحوله إلى ما يشبه المناظرات الدينية· تحول ملتقى حرية ممارسة الشعائر الدينية الذي ينظم حاليا بدار الإمام من مناسبة لإبراز مظاهر التسامح الديني والدعوة للتعايش بين مختلف الطوائف والأديان، إلى ما يشبه ندوات حوار الأديان التي يتمسك فيها كل طرف برأيه ولا يبرز إلا جوانب التسامح دون أن ينعكس ذلك بالفعل على الواقع ودون أن يتنازل أي طرف عمليا عن أفكاره المسبقة· وبدأ الجدل ساخنا منذ الجلسة الأولى التي ترأسها وزير الشؤون الدينية الأسبق سعيد شيبان، ونشطها كل من منير حنا أنيس، رئيس أسقفية الكنيسة الانغليكانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، والدكتور غالب بدر رئيس أساقفة الجزائر والدكتور محمد بوالروايح الأستاذ بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، وقد أثار مفهوم الردة في الإسلام ومفهوم ''أهل الذمة'' جدلا واسعا شارك فيه الكثير من المتدخلين من القاعة، وفي الوقت الذي أكد فيه البعض أن الأمر من صميم العقيدة الإسلامية، يدعو البعض إلى تجاوز تلك المفاهيم المرتبطة أكثر بالتاريخ الإسلامي، ويدعو بالمقابل إلى تبني كل مفاهيم المجتمع المدني التي تساوي بين مختلف الأديان والعقائد والإيديولوجيات في إطار احترام القوانين المدنية، كما نالت مسألة التبشير والدعوة إلى الدين الإسلامي حظا كبيرا من النقاش، وما ينجر عن ذلك من مشكلات إجتماعية تتعلق بعائلة ومحيط أي مسيحي يعتنق الدين الإسلامي أو أي مسلم يتحول إلى الدين المسيحي، ورغم سخونة النقاش، فإن المواضيع بقيت مفتوحة لنقاشات أخرى· وينتظر أن يختتم بوعبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف المؤتمر، مساء اليوم، بعد الاستماع إلى مداخلات ونقاشات من أسماء بارزة، منها القس كلود باتي رئيس الفيدرالية الفرنسية للكنيسة البروتستانتية، والسيدة غارييلا غليل من وزارة الخارجية الألمانية، والدكتور جوزيف كامينغ من جامعة ييل بالولايات المتحدةالأمريكية، والدكتور حسن خاطر، الأمين العام للجبهة الإسلامية المسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات من فلسطين وغيرهم كثير·