دخل، الأطباء الداخليين بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو، الأسبوع الثالث على التوالي، من الإضراب المفتوح عن العمل بعد تماطل إدارة المستشفى ومديرية الصحة للولاية في حل مجمل المشاكل الاجتماعية والبيداغوجية التي يتخبط فيها أزيد من 200 طبيب داخلي، والتي ترهن وتهدد مستقبلهم المهني، بعدما غابت كل أخلاقيات الداخلية التي تعتبر جزء هاما في التكوين النظري والممارسة المهنية والتطبيقية في قطاع الصحة· أكد، العديد من الأطباء الداخليين في تصريحات ل ''الجزائر نيوز'' أنهم يعيشون معاناة حقيقة في المستشفى الجامعي نذير محمد بسبب غياب التكفل الفعلي بهم في مجال التأطير البيداغوجي والعلمي وحرمانهم من حقوقهم الاجتماعية، مثل التأمين خلال أوقات الحراسة والعمل، مؤكدين انعدام كل أنواع وأشكال الشروط السوسيو بيداغوجية ووصفوا الوضع ب ''غير الملائم تماما'' مما يرهن مستقبلهم في كل النواحي العلمية والمهنية. وبهدف المطالبة بالتكفل الفعلي وتحسين ظروفهم البيداغوجية والاجتماعية دخل أزيد من 200 طبيب داخلي منذ 18 جانفي المنصرم في إضراب مفتوح عن العمل، وتم رفع لائحة مطالب،وقد تأسفوا لعدم تدخل المسؤولين لحل مشاكلهم، بالرغم من أنهم يقومون يوميا وفي الفترات الصباحية باعتصام وتجمع أمام المديرية العامة وأمام الجناح البيداغوجي للمستشفى الجامعي نذير محمد قصد الضغط على المسؤولين من أجل تلبية مطالبهم· وقد قسمت المطالب في اللائحة التي تم رفعت للمسؤولين، والتي تسلمت ''الجزائر نيوز'' نسخة منها، إلى قسمين، المطالب البيداغوجية والمطالب الاجتماعية، حيث طالب الأطباء الداخليين بضرورة تنصيب اللجنة البيداغوجية المكلفة بالتربص الداخلي، تطبيقا لقرار ما بين الوزارات الصادر في 9 جانفي ,1991 والذي يتضمن مجمل النشاطات التي يجب ضمانها للداخليين طوال مدة التربص، وطالبوا بالفصل النهائي عن التربص الداخلي، والتكفل العلمي والبيداغوجي الفعلي بالأطباء الداخليين، وتنظيم الأعمال الموجهة والأعمال التطبيقية بطريقة منتظمة، بإشراكهم في مختلف النشاطات والملتقيات عوض تركهم كمراقبين· كما دعوا إلى ضرورة تنظيم المحاضرات لتحضير المسابقات التي من شأنها أن تتيح لهم فرصة التحول الى أطباء عامين أو مختصين، بما في ذلك تثمين وتقدير كل التربصات الداخلية وفق المعيار المقدم من طرف اللجنة العلمية المكلفة بالتربص الداخلي حيث يكون تقرير التربص جزء منه· وجاء اللائحة، أيضا، المطالبة بإلغاء المواضيع المتعلقة بإعداد التقارير في بداية التربص لأجل ضمان تأطير جيد وإنهائه في الوقت المحدد، وبضرورة تقديمه في شكل مذكرة تخرج على مستوى المصلحة· وإلى جانب ذلك، طالبوا بضرورة إعادة تنظيم أوقات عمل المكتبة قصد تسهيل دخولها، وضرورة تدعيمها بقاعة للإعلام الآلي وربطها بشبكة الإنترنت، ووضع آلة نسخ تحت تصرف الداخليين، واحترام حقوق الإسترجاع والتعويض بعد كل حراسة، وفي كل المصالح، وطالبوا بإعفاء الداخليين من عملية التنقل مع المرضى خلال عملية التحويل وهذا، حسبهم، بسبب عدم تأمين الأطباء الداخليين خوفا من تعريض حياتهم للخطر في حالة وقوع أية حادث، وقالوا أنه ''لا يتماشى إطلاقا مع الجانب البيداغوجي''· كما طالبو بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وضمان الشروط الضرورية لتهيئة مناخ ملائم على مستوى مختلف الأجنحة الإستعجالية، واحترام آجال دفع المنح، واحترام حق العطلة للأطباء الداخليين· ودعوا إلى وضع تحت تصرف الأطباء الداخليين غرف حراسة مزودة بالأسرة والأعطية وتنظيفها يوميا، وتدعيم كل المصالح بالخزانات والأدراج، نظرا لتفاقم عمليات السرقة التي تستهدف أغراض الأطباء الداخليين بصفة متكررة، وكذا ضمان وجبات كريمة للداخليين خلال مدة الحراسة· إضافة إلى السماح للأطباء الداخليين الذين يملكون السيارات باستغلال حظيرة المستشفى في ركن مركباتهم· هذا وأكد المحتجون أنهم لن يوقفوا عن حركتهم الاحتجاجية إلى غاية الإستجابة لكل مطالبهم، كما هددوا بتصعيد وتيرة ولهجة الاحتجاج في حالة مواصلة المسؤولين التزام الصمت والتماطل·