كاد التجمع الاحتجاجي الذي نظمه أمس أزيد من 2000 طبيب وأخصائي في الصحة العمومية، بمقر المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة أن يتحول إلى مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، بعد أن حاول المحتجون الخروج إلى الشارع والتنديد بصمت السلطات العمومية اتجاه مطالبهم بعد قرابة من الشهر في الإضراب المفتوح بركات يتجاهل أزمة قطاعه ونقابات الصحة تتوعد بتصعيد الاحتجاج ''لا لتجويع الأطباء يا بركات''، ''الأطباء غاضبون''، ''نحن لسنا كلابا، نحن أطباء ممارسون وأخصائيون ولسنا إرهابيين''· عبارات رددها ممارسو الصحة العمومية والأخصائيون الذين قدموا من مختلف ولايات الوسط خصيصا لتلبية نداء كل من النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين، والاحتجاج داخل المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، كرد فعل على ''تجاهل الوزير بركات'' لمطالبهم ''والصمت الذي انتهجته الحكومة حيال ذلك''، رغم شل مختلف مصلح المستشفيات العمومية قرابة الشهر· ولم تقتصر المشاركة على الأطباء وجراحي الأسنان والصيادلة والمختصين، الذين جاءوا بقوة من البليدة وبجاية وتيزي وزو والمدية وعين الدفلى وتيبازة وبومرداس، بل تعدتها إلى نواب الكتل البرلمانية من مختلف الأحزاب السياسية على غرار حزب العمال وحركة مجتمع السلم، زيادة على ممثلي تنظيمات نقابية تابعة لقطاع التربية الوطنية كالسناباست وعميد الأطباء الجزائريين· وندد المحتجون، من خلال مختلف الشعارات التي رفعوها، ب''الإجراءات التعسفية التي صدرت من قبل وزير الصحة من خصم أجور المضربين لتكسير الإضراب عن طريق إنشاء نقابة زائفة تدعو من خلالها إلى وقف الإضراب''، وهو ما رفضته النقابتان، حيث وجهت مراسلة لوزير العمل ورئيس الجمهورية من أجل وضع حد لهذه التدخلات من طرف الإدارة في العمل النقابي· وقام الممارسون والأخصائيون بمسيرة داخل المستشفى قبل أن يحاولوا الخروج إلى الشارع، حيث تعالت نداءات ضد الوزير بركات ومطالبته بفتح تفاوض في أسرع الآجال، ومع اقترابهم من البوابة الرئيسية، تصدت لهم قوات مكافحة الشغب ومنعتهم من الخروج بطريقة لم تستفز المحتجين، وقد زادت النقابتان إصرارا على تصعيد الاحتجاج وفقا لتصريح رئيس نقابة ممارسي الصحة مرابط الياس، الذي قال'' إننا لم نمنح الفرصة هذه المرة لقوات الأمن لضربنا ولكننا نعدها بمنحها ذلك في موعد آخر قريبا''· ودعت حماس، من خلال ممثلها مصطفى بوعزة إلى تدخل الوزير الأول، وفتح مفاوضات جدية مع النقابتين، وهو ماذهب إليه ممثل حزب العمل مراد منصور الذي حذر من أزمة حادة داخل الوطن بسبب كثرة الاحتجاجات في مختلف القطاعات، مطالبا بحل الأزمة في القريب العاجل للتمكن للتصدي مع المشاكل الخارجية خصوصا لدى تدوين الجزائر من ضمن قائمة السوداء المهددة للأمن الأمريكي·