زلزلت الأرض زلزالها من جديد·· وتسرب الخوف إلى قلب حماري التعيس فنهض مسرعا مرتجفا·· خائفا·· يضرب ذيله يمينا ويسارا·· قلت له·· ما بك أيها الحمار؟؟ لم تتعود بعد على مثل هذه الضربات؟ صاح في وجهي وهو يهم بالهروب ولكنه لم يعرف إلى أين·· على ماذا تريدني أن أتعوّد·· على البؤس والمحن أم على الجوع والحرمان·· أن عن البطالة والديفوتاج·· أم عن الزلازل والفيضانات؟؟ قلت له·· جميعهم يا حماري العزيز·· جميعهم·· يجب أن تتعوّد على كل ما ذكرت وتتعلم أن لا تهرب من قدرك المحتوم·· نهق عاليا والغضب ما يزال يسكن دماغه·· الزلازل هي قدري؟؟ قلت له ضاحكا·· وقدرنا جميعا·· زلازل الأرض مقدور عليها·· المشكل في الزلازل الأخرى التي تحدث خفية ودونما أن يحس بها أي شخص·· تلك هي المشكلة العويصة·· أما الزلازل الأرضية التي ''تخلع'' الجميع فلا خوف منها ولا عليها·· استشاط حماري غضبا وقال·· لا أفهمك يا عزيزي في هذا الوقت بالذات تستطيع خلط السياسة بالحالة التي نحن فيها··؟ قلت له·· عن أي حالة تتحدث·· أيهما أهون زلزال الأرض أم زلزال سوناطراك؟ قال لي غاضبا·· وما دخل سوناطراك فيما نحن فيه؟ قلت له·· إن تزلزل الأرض زلزالها فلا يضر أن تموت أنت وأنا ونحن وهم و·· ولكن أن تزلزل سوناطراك·· معناه الموت للبلد؟ نهق عاليا وقال·· يا أخي على برودة أعصابك·· أنا خائف من الموت وأنت خائف على البلد؟ قلت له·· من لا يخاف على بلده فلا خير فيه·· وأن ينقص حمار مثلك ومثلي لا ضرر·· أما أن نخسر البلد كله فهذا هو الضرر بعينه·