ضاق المكان والزمان بحماري الذي لا يريد أن يهدأ مثل خلق الله فقلت له·· أيها الحمار الضيق فالقلب؟ قال·· ''احكيها لبيبيط'' أو لجدة بحليطو·· الضيق ضيق الدنيا حينما تنحسر في وجهك وتصبح مثل علبة كبريت صغيرة مليئة بأعواد قابلة للاشتعال·· ضحكت من كلامه وقلت·· على ذكر الضيق·· البلد يضيق من زبالته! نهق حماري وقال·· عن أي زبالة تتكلم··؟ الزبالة الحقيقية أم زبالة أخرى؟ قلت له·· أيها الحمار لماذا تسيّس الأمور؟؟ أنا أتكلم على النفايات التي تنذر بمشكلة حقيقية في وجه ''الغاشي'' المغبون·· وليس عن أمر آخر؟ قال ناهقا·· حسبتك تتكلم عن روائح فاحت مؤخرا·· رائحتها أقبح من نفايات أولاد فايت ووادي السمار·· قلت ماذا تقصد؟ قال لا أقصد شيئا·· وإنما حينما احترقت مرميطة ''شكيب خليل'' ومرميطة ''عمار غول'' ومرميطة ''مدام دليلة''·· قاطعته ضاحكا·· أرجوك لا تتكلم عن مدام دليلة فهي الوحيدة التي لا تعرف الاحتراق بل تمر النار من بين يديها مثل البلسم· نهق حماري وقال·· قضيت حياتي كلها وأنا ادعي ربي أن ألتقي مدام دليلة، ولكن أمنيتي لم تتحقق ولم ألتق بها بعد؟ ضحكت من كلامه وقلت له·· تتبع روائح سوناطراك وروائح الطريق السريع·· حتما ستصل إلى وادي السمار ومن ثم إلى مدام دليلة!