شهدت مختلف أحياء مدينة قسنطينة، في الآونة الأخيرة، زيادة معتبرة في عدد محلات الأكل الخفيف والمطاعم، فالكثير من المحلات التجارية غيرت نشاطها وأصبحت أماكن لبيع السندويتش· ''الجزائر نيوز'' كانت لها استطلاع ميداني لأهم المناطق التي تكثر بها مثل هذه المحلات، منها شارع فرنسا بوسط المدينة، والذي يوجد به عدد لا يحصى من محلات بيع الأكل السريع، والتي تعرف إقبالا كبيرا يصل حد الازدحام لاسيما وأن هذا الشارع يعرف حركية يومية لا تتوقف إلا عند ساعات متأخرة من اليوم، باعتباره منطقة تجارية بها الكثير من محلات بيع الملابس وغيرها· ولدى استجوابنا لبعض أصحاب ''البيتزيريات'' عن مدى إقبال الزبائن على المحل، أجابنا بعضهم بأن محلاتهم لم تعد تتسع للعدد الكبير من الزبائن الذين هم في تزايد مستمر من يوم لآخر· تغيير المهنة من بيع الألبسة إلى صناعة مختلف المأكولات، لم يقتصر على المحلات العادية فقط، بل امتد حتى إلى بعض المكتبات التي حوّلها أصحابها من نقاط لبيع الكتب ومقصدا للطلبة والمتمدرسين إلى مطاعم لبيع مختلف المأكولات· ومن الظواهر التي تميز شوارع وسط مدينة قسنطينة كذلك، انتشار طاولات بيع ''البيتزا'' و''المحاجب'' بطريقة عشوائية دون مراعاة أدنى شروط النظافة· والمؤسف في الأمر أن المواطنين يقبلون عليها غير مبالين بالخطر الذي يمكن أن يصيبهم· وفي سؤالنا لإحدى السيدات عما إذا كانت تشتري هذا النوع من الأكل ردت بأنها تقصد هذه الأماكن لتناول وجبة الغذاء لقربها من مكان عملها، فضلا عن أسعارها المعقولة، مستشهدة في ذات السياق بالمثل القائل ''لي ما يقتلش يسمن''· من جهة أخرى، ولأن المنافسة أصبحت شرسة بالأحياء الكبيرة، اختار بعض الباعة مدخل المدارس لعرض سلعهم التي يضمنون بيعها حتى قبل عرضها في ظل الإقبال الكبير للتلاميذ عليها بالرغم من أن الأمر يشكل خطرا على صحتهم في ظل غياب الرقابة· وفي استجواب لأحد التلاميذ عن رأيه في الأكل الذي يباع أمام المدارس، وهل يشتري منه، أجابنا بأنه يتناول يوميا وجبة الغذاء من عند البائع المقابل للمدرسة، لأن الوقت ضيق ولا يستطيع إكمال الحصص المسائية إذا لم يتناول وجبة الغذاء·