تشهد معظم مطاعم الأكل الخفيف بولاية سيدي بلعباس تدهورا كبيرا بسبب افتقارها لعامل النظافة وغياب الرقابة، ومازاد الطين بلة الإقبال المذهل للمواطنين عليها خاصة منهم الأطفال والعمال البسطاء مما جعلهم عرضة للتسممات الغذائية ومختلف الأمراض، خاصة في فصل الصيف، حيث سجلت الولاية مؤخرا عدة حالات تسمم. إن المتجول بشوارع المكرة يلاحظ الانتشار الكبير للمطاعم أو بالأحرى لمحلات الأكل الخفيف التي لا يفصل بين الواحدة والأخرى سوى أمتار قليلة. وبالرغم من أن الساعة أثناء تواجدنا بوسط المدينة كانت تشير إلى العاشرة والنصف صباحا إلا أن تهافت الناس على البيتزا '' والسندويشات '' كان كبيرا جدا، وما لفت انتباهنا هو افتقار الكثير من المحلات لعامل النظافة ما يجعلها مرتعا للحشرات السامة كالذباب والناموس وغيرها، هذا الوضع يتأسف له الكثير من المواطنين ويدعون الجهات المسؤولة عن رقابة هذا النوع من المحلات إلى القيام بواجبها.. ------------------------------------------------------------------------ أصحاب مطاعم الأكل الخفيف راضون عن وجباتهم ------------------------------------------------------------------------ ولدى اقترابنا من أصحاب بعض المطاعم أكدوا لنا أنهم يقدمون أكثر من 1500 وجبة في اليوم، مضيفين أنه في بعض الأحيان تحدث طوابير ولا يتوقف الطلب أحيانا على الأكلات الخفيفة إلا في ساعات متأخرة من الليل، خاصة في فصل الصيف، كما أنهم أنكروا انعدام النظافة داخل محلاتهم، مشيرين إلى أنهم يسعون دائما لتوفير أكبر قدر من النظافة لجلب المزيد من الزبائن على حد قولهم، أما العمال الذين يشتغلون فيها فقد تنصلوا من مسؤوليتهم عن الحالة الحقيقية التي تسود تلك المطاعم، خاصة وأن معظمها تشهد تصدعات في الجدران والأسقف، الأمر الذي اعتبره هؤلاء يدخل في صلاحية مالك المطعم، وحتى الرواتب التي يتقاضونها جد ضعيفة لا تشجعهم على العمل بجد. ------------------------------------------------------------------------ المقبلون على تلك المطاعم مجبرون ------------------------------------------------------------------------ ومن جهة أخرى أضاف السيد '' ز.م '' صاحب مطعم للأكل الخفيف أن أغلب المقبلين على مثل هذه الوجبات هم من فئة المراهقين والأطفال خاصة وكذا العائلات في الفترة المسائية، ولدى حديثنا مع بعض المواطنين الذين التقيناهم في مطاعم '' الفاست فود '' كما يحلو للبعض تسميتها، أكدوا لنا أنهم يفضلون أكل الوجبات الخفيفة '' السندويشات '' و '' البيتزا '' و '' الشوارمة '' وغيرها في فصل الصيف كونها الملائمة والخفيفة، متجاهلين بذلك خطورتها على صحتهم، خاصة وأن أسعار هذه الأكلات في متناول الجميع تتراوح أسعارها أحيانا ما بين 60 إلى 100 دج، كما لفت انتباهنا أيضا الإقبال الكبير على طبق '' الكرانتيكا '' وهي الأكلة المفضلة لدى المواطن '' العباسي '' والذي تتراوح أسعاره من 5 إلى 10 دج، فقد أكد لنا بعض المواطنين أنهم يتناولونها يوميا كون أن رواتبهم الشهرية لا تتجاوز 12 ألف دج والميزانية لا تسمح لهم بتناول وجبات أخرى ناهيك عن تكلفة مصاريف عائلاتهم. ------------------------------------------------------------------------ الأطباء يحذرون من تداعياتها على صحة المواطن ------------------------------------------------------------------------ وعلى صعيد آخر حذر أحد الأطباء بالمستشفى الجامعي حساني عبد القادر من خطورة هذه الأطباق على صحة المواطنين، مؤكدا أن افتقار هذه المطاعم لعامل النظافة يؤدي إلى أمراض كثيرة أهمها التسممات الغذائية والالتهابات المعدية، مضيفا أن مثل هذه الأمراض تكثر خاصة مع زيادة درجة الحرارة، ومشيرا أن المستشفى المذكور سجل عدة حالات تسمم منذ انطلاق موسم الاصطياف الجاري، كما دعا نفس المتحدث كل المواطنين إلى تجنب الأكل في المطاعم التي لا تتوفر على شروط التغذية السليمة لتجنب الإصابة بالأمراض، ويبقى دائما كما يقول الأطباء الوقاية خير من العلاج.