أحيلت مؤخرا على محكمة جنايات عنابة، إحدى قضايا التهرب الجبائي المتابع فيها 10 متهمين أربعة منهم موقوفون، ويتعلق الأمر بكل من (ف. ح) صاحب مؤسسة مختصة في تصدير واستيراد المعادن والنفايات الحديدية بالطارف (ب. ج) مدير وحدة ''فارسيد بأرسيلور'' التابعة لمجمع ''أرسيلور ميتال''، أما غير الموقوفين فهم ستة، منهم (م. ص) متقاعد من مركب ''أرسيلور ميتال'' (ب. ن) و(د. د) رئيس متفشية الضرائب، المتابعان بجنحة الإعفاء والتخفيض غير القانوني في الضرائب والإهمال· استعمال فواتير وهمية للاستفاد من 83 مليار سنتيم هذه القضية كشفت شهر أفريل .2009 بناء على المعلومات التي توصلت إليها مصالح الشرطة القضائية حول تورط المدعو (ف. ح) في عمليات التهرب الجبائي، إبرام صفقات مشبوهة، التزوير في محررات تجارية مع تقليد الأختام بغرض اختلاس الأموال من شركة ''أرسيلو متال'' واستغلال النفوذ والمساس بشخص رئيس الجمهورية، عن طريق تزييف صور فوتوغرافية بقصد النصب والاحتيال، وحسب ما جاء في التحقيق فإن رجل الأعمال (ف. ح) صاحب مؤسسة النفايات الحديدية استعمل فواتير وهمية خلال فترة 2005 و2008، دفعها إلى إدارة الضرائب مصرحا فيها بشرائه لسلع بمبلغ 489 مليار سنتيم، ليستفيد من استرجاع الرسم على القيمة المضافة المقدرة ب 83 مليار سنتيم، وذلك وفقا لمراسلات المديريات الولائية للضرائب لكل من ولاية ورقلة، تبسة، عنابة، سطيف والوادي، غير أن التحريات التي أجريت كشفت عن وجود شبكة مختصة في التهرب يترأسها هذا الأخير الذي يقوم باستدراج أشخاص مالكين لسجلات تجارية قصد التعاقد معهم، عن طريق إمضائهم لفواتير وهمية ذات قيمة مالية ضخمة تقدر بعشرات الملايير، التي يقوم بموجبها المتهم الرئيسي بالنصب عليها في حساباته لدى مصالح الضرائب، وقد أودعت مديرية الضرائب لولاية الطارف في 7 جويلية 2009 شكوى ضده، تؤكد أنه مدين لها ب 8 ملايير سنتيم، وأنها توصلت إلى الأمر بعد معاينتها للكشوفات الشهرية التي استقبلتها من مديريات ضرائب ولايات سطيف، ورقلة، عنابة، تبسة والمتعلقة بمورّدين يتعامل معهم، وهم من المتهربين ضريبيا· وحسب التحريات، فقد كانت العملية تتم بتواطؤ مفتشي الضرائب بولاية الطارف (د. د) و(ب. ن) اللذين لم يباشرا التحقيقات الإدارية اللازمة في الوقت المناسب، وجعلاه يسترد مبلغا معتبرا من الرسم على القيمة المضافة· اختلاس 70 مليار سنتيم من مركب ''أرسيلور ميتال'' ومن جهة، أخرى كشف التحقيق أن المتهم (ف. ح) كان يُزوّر في وصولات الوزن، عندما كان يمون مركب ''أرسيلور ميتال'' بمادة النفايات الحديدية، ويقدمها للوحدة المركزية للنفايات الحديدية ''فارسيد'' سابقا، بحيث كان الاختلاف بحوالي 8500 طن وهذا خلال جويلية وأوت 2007، ليستحوذ على الفارق الذي بلغ70 مليار سنتيم وهذا بالتواطؤ مع (ب. ج) مسير وحدة ''فارسيد''. بالإضافة إلى ذلك، تورط المدعو (ب. ل) الذي كان قبل التقاعد إطارا بمركب ''أرسيلور ميتال'' يشغل منصب رئيس مصلحة الأمن الداخلي، في سرقة 106 من لفائف الحديد قيمة الواحدة 85 مليون سنتيم، أخرجها بطريقة غير قانونية رفقة عون أمن، فيما قام المتهم (ل. ع) بتهريب وبيع معدات الإطفاء وهياكل حديدية كانت بالمستودع التابع للمربع لأحد الخواص بعدما كلف بتفكيكه. السائق الشخصي للمتهم (ف· ح) ينتحل صفة ضابط في الأمن الرئاسي قام السائق الشخصي للمتهم (ف. ح) المدعو (م. ص) بانتحال صفة ضابط في الأمن الرئاسي، بعدما قام بإلصاق صورته بجنب صورة الرئيس بوتفليقة، وكان يتنقل حاملا جهاز ''طالكي والكي'' من أجل إيهام العامة بصلتهم الوطيدة مع السلطات العليا، وكذا النصب على بعض المتعاملين معهم·