تفاجأ محمد عبيد، المخرج المسرحي والأستاذ بأحد المعاهد المسرحية الفرنسية، أمس، من الحضور المحتشم لطلاب معهد الفنون الدرامية وهواة المسرح ككل، والذي كان من المنتظر أن يقدم لهم ورشة في العمل المسرحي وتقنيات الإلقاء في قاعة الأطلس، والتي برمجها الديوان الوطني للثقافة والإعلام للاقتراب أكثر من المسرح الجواري، وتثبيت تقنيات الإلقاء في المسرح الحديث· قدم هذا الأخير رغم الحضور المحتشم بالورشة، التي كانت مجملها باللغة الفرنسية، حيث بدأت في الأول بتقنيات الإلقاء وتثبيت طبقة الصوت على بعض النصوص التي كان قد أحضرها معه، بعد أن ترك لهم حرية اختيار النص المراد إلقائه وتصحيح بعد القراءة الأولى الأخطاء الموجودة سواء في الإلقاء الذي أكد أنها يجب أن تكون مفهومة وواضحة، أو نبرة الصوت التي أضاف فيها على أنها تختلف باختلاف الحالة المراد منها في النص، حيث ترتفع في حالة الغضب مثلا، وتنخفض في حالة الحزن· حاول المؤطر من جانب آخر في المرحلة الثانية من الورشة العمل على الجانب التطبيقي، ولكن هذه المرة باختيارات عشوائية للنص ومراعاة تقنيات الإلقاء التي تحدث عنها في الأول، بالاضافة إلى استغلال المساحة المتاحة للممثل مثلا والتحرك فيه بحرية دون المساس بالممثل الذي يعمل معه في المنصة، كما حاول في الأخير تثبيت الحركات بما يلائم النص دون الاخلال بمعناها وعدم تشتيت المتلقي· ثلاثة أسئلة إلى المسرحي عبيد محمد ما هي فائدة مثل هذه الورشات المسرحية؟ في كثير من المرات تكون هذه الورشات المادة الخام للأعمال المسرحية، خاصة مع العمل الجماعي الذي يكون فيه الهاوي خاصة أكثر حرية ويعمل بتلقائية، حيث لا يكون محرباً من الخطأ، خاصة إذا كان فيه مجموعة أخرى مثله، حيث يكون الكل يرتكب أخطاء مثله، هنا يعمل الممثل بتلقائية كبيرة ويدع الأستاذ أو المكلف بالورشة يكتشف صاحب الموهبة الحقيقية· ماذا عن التنفس والتقنيات الأخرى التي اشتغلت عليها؟ التنفس من خلال جذب الهواء للبطن يعطيك مساحة صوتية أكبر، والتعود على مثل هذه الطريقة في العمل تساعدك على إلقاء جمل أطول من المعتاد بنفس واحد، هذه التقنية التي تعد من ركائز العمل المسرحي، أما عن العمل بعينين مغمضتين فهذا أيضا يساعد على التحكم في المكان و الاشتغال في مساحة حتى وإن كانت صغيرة بحرية أكبر دون المساس بالممثل أو الديكور على الخشبة· اقتصرت الورشة على اللغة الفرنسية هل هناك سبب وراء ذلك؟ لا يوجد سبب حقيقي وراء ذلك، فقط أنا حضّرت بعض النصوص باللغة الفرنسية التي أتقنها، ولكن لو كان هناك أحد يريد الاشتغال على اللغة العربية فليس هناك إشكال، لكن فقط أريد أن أوضح نقطة، أن العمل على الصوت و طبقاته لا يرتبط بلغة معينة حتى وإن كان ذلك بألفاظ غير مفهومة يمكنك القيام به، أما الإلقاء وفهم الألفاظ، فهذا مرتبط أساسا باللغة التي تشتغل عليها·