فتحت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف العائدين من معتقل ''غوانتانامو''، حيث فصلت في قضية ''حمليلي مصطفى'' الذي استفاد من البراءة من تهمة الإنتماء إلى جماعة إرهابية بالخارج والتزوير واستعمال المزور، بعدما طالبت في حقه النيابة ب 10 سنوات سجنا نافذا، فيما أجلت قضية المتهم الثاني ''حدرباش سفيان'' بعد فصل القضيتين، بحكم أن هذا الأخير متواجد بمستشفى الأمراض العقلية ''فرانس فانون'' بالبليدة· حسب ما اعترف به المتهم ''حمليلي مصطفى'' خلال الجلسة، فإنه سافر من بشار إلى بيشاور بباكستان سنة 1986 بحثا عن العمل، وعاش هناك أكثر من 33 سنة، حيث صرح أنه كان يعمل بمنظمة وفاء للإغاثة على الحدود الأفغانية الباكستانية، وكان يساعد على تقديم المؤونة والغذاء للاجئين رفقة ابن عمه الذي سافر معه، وفي سنة 1991 رجع إلى الجزائر ثم عاد إلى باكستان سنة 1997، حيث تزوج بباكستانية وعمل كمدرس للغة العربية، وبعد 11 سبتمبر 2001 تنقل إلى اليمن ثم أفغانستان بجواز سفر عراقي وتدرب هناك على سلاح كلاشنيكوف، وفي سنة 2002 ألقي عليه القبض من قبل السلطات الباكستانية رفقة جزائري آخر كان في ضيافته ويدعى عبد العزيز وتم تسليمهما إلى السلطات الأمريكية، ليرحل بعد ذلك إلى غوانتانامو، حيث ذاق كل أنواع التعذيب ووضع في زنزانة حديدية وحرم من النوم ومارسوا عليه سياسة التجويع، كما أنهم كانوا يحقنونهم بإبر وأدوية مجهولة، وأكد بذلك أنه عاد إلى الحياة يوم سلم إلى السلطات الجزائرية سنة .2008 وفي هذا الصدد أشار إلى أن التحقيق بمعتقل غوانتانامو كان يجريه محققون بالزي المدني، قاموا بأخذ عينات من شعره والريق والعين لتحليل بصماته، وأضاف في تصريحاته أن السلطات الأمريكية أعلنت عن جائزة مالية قيمتها 5 آلاف دولار للقبض على أي أجنبي بباكستان من جنسية مغربية أو جزائرية، كما كان التحقيق يدور حول علاقته مع تنظيم القاعدة في أفغانستان ومنظمة طالبان وأحداث 11 سبتمبر 2001، وذكر كذلك أن الجزائري الذي اعتقل معه لا يزال ليومنا هذا بمعتقل الجحيم غوانتانامو·