اعتبرت حركة النهضة التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير، لأسبوعية فرنسية بالاستفزازية واتهمته بالحمق جراء إساءته للمجاهدين وصناع الاستقلال، حيث قالت ''أن هذه التصريحات تعتبر خروجا صريحا عن كل الأعراف الدبلوماسية ومساسا غير مسبوق برموز الثورة الجزائرية، وتدخلا سافرا في الشأن الداخلي يستوجب الرد عليها''· ودعا البيان الذي وقعه أمين الحركة، فاتح ربيعي، الدولة الجزائرية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في الرد المناسب على هذه التصريحات التي وصفتها ب ''المتهورة'' عن طريق إهانات متكررة تلحق الشعب الجزائري من طرف ساسة فرنسا· كما تطرق ذات البيان إلى نتائج فعاليات الملتقى الوطني لإطارات حركة النهضة المنعقدة أيام 18 و19 و20 من هذا الشهر، الذي جاء تحت شعار نحو ''تكوين متميز وأداء فعال''، حيث كان الهدف منه تأهيل قيادات الحركة ومسؤوليها بغية تحسين دورهم السياسي، وقد تناول اللقاء عدة قضايا سياسية واجتماعية وتنظيمية أكدت على عدة محاور، في مقدمتها العمل على تجسيد قانون تجريم الاستعمار وحشد كل الطاقات الوطنية لتمريره، استنكار مختلف التصريحات الفرنسية واعتبارها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للبلاد، كما دعا المتدخلون إلى فتح باب الحوار مع النقابات، إضافة إلى تأييد جميع المبادرات الهادفة إلى محاربة الفساد بعيدا عن كل الحسابات الشخصية والتضحية كما قال البيان - الحلقات الضعيفة من الفساد والمفسدين- مع دعوة إلى الحكومة بتحمل مسؤولياتها السياسية للمضي بعيدا في هذا الشأن· واستنكرت الحركة الموقف السلبي الذي تتعامل به الحكومة اتجاه مطالب مختلف فئات العمال المطالبين بحقوقهم المشروعة حفاظا على قدرتهم الشرائية، معتبرين أن الزيادة في الأجور التي سبق وأن أعلنتها الحكومة هي مجرد تسويق إعلامي لامتصاص غضب العمال، مطالبين في ذات السياق الحكومة بإيجاد الميكانيزمات اللازمة في أقرب الآجال لتجنب أي انزلاقات محتملة، إضافة إلى المحافظة على الاستقرار الاجتماعي في قطاعات حساسة مثل التربية والصحة والقطاع الاقتصادي·