الشريف عباس يرد على استفزازات كوشنير ردّ وزير المجاهدين أمس على التصريحات الاستفزازية الاخيرة لوزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير التي ذكر فيها بحسب زعمه - أن العلاقة بين الجزائروفرنسا قد تكون اكثر بساطة عندما لن يكون جيل الاستقلال بالجزائر في الحكم". وقال السيد محمد الشريف عباس في كلمة له خلال افتتاح الندوة التاريخية الثانية حول التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية أن " سيادة بلد لا تقوم على جيل واحد، وأن السيادة الوطنية قضية كل الاجيال وان هذه حقيقة واردة لكل الأمم".ويمثل هذا أول رد رسمي لمسؤول جزائري، وهو يأتي بعد ساعات من قيام فرنسا بارسال الأمين العام للإليزي كلود غيات الى الجزائر مرفوقا بكل من المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي جان دافيد لوفيت، والمستشار التقني بالخلية الدبلوماسية في الإليزي المكلف بافريقيا الشمالية والشرق الاوسط نيكولا غالي.استقبل الوزير الأول أحمد أويحيى الموفدين الثلاثة للرئيس نيكولا ساركوزي وتناول معهم اول أمس بإقامة الميثاق مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية في محادثات لم تتسرب عنها أية معلومات.وبرأي العديد من المتتبعين، فإن الرئيس ساركوزي أرسل بصورة مستعجلة موفديه الثلاثة بقيادة الأمين العام للإليزي في محاولة لتلطيف الأجواء بين البلدين بعد التصريحات الحاقدة والاستفزازية التي أطلقها كوشنير الجمعة الماضي في حديث للصحيفة الفرنسية " لوجورندان دوديمانش" وهي التصريحات التي دافع فيها ايضا عن قرار بلاده بادراج الجزائر في قائمة البلدان الخطرة التي يخضع رعاياها لإجراءات تفتيش خاصة مذلة ومهينة كرامة الانسان.كوشنير الذي اعتبر شخصية غرمر غوب فيها بسبب مواقفه الحاقدة والعدائية ثارت ثائرته على غرار العديد من المسؤولين في فرنسا بعد أن تبلور مسعى تجريم الاستعمار الفرنسي في شكل مشروع قانون سيعرض على البرلمان في دورته الربيعية المقبلة. وهو قانون يوجه صفعة قوية للقانون الممجد للاستعمار الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي في 23 فيفري 2005 . وكانت التصريحات المتلاحقة لرئيس الدبلوماسية الفرنسية قد كانت محل تنديد شديد للعديد من الجمعيات والأحزاب. وقالت المنظمة الوطنية لابناء الشهداء على لسان أمينها العام الطيب الهواري أن تصريحات كوشنير تعبر عن حقد فرنسي دفين تجاه الجزائر وشعبها، مؤكدة أن جيل الاستقلال سيبقى وفيا لجيل الثورة.ومن جهته اعتبر رئيس جمعية قدماء وزارة التسليح والاتصالات العامة خلال الثورة دحو ولد قابلية تصرحيات كوشنير تنتمي لتيار في الحكومة الفرنسية لا يريد علاقات طيبة بين البلدين.ما أدانت الاحزاب السياسية هذه التصريحات وأعرب الافلان عن رفضه التام لمثل هذه التصرحيات، وقال المكلف بالاعلام السعيد بوحجة أن التقييم الشخصي للمؤسسات الجزائرية أو لجيل الثورة من أي كان مرفوض رفضا باتا من قبل كافة الشعب الجزائري.بدوره أدان الناطق الرسمي باسم الأرندي ميلود شرفي في التصريحات "غير المسؤولة" لكوشنير معتبرا إياه تصرفا عدائيا وتدخلا سافرا في الشأن الجزائري مؤكدا ان الجيل الجديد هو الوريث الشرعي لما حققه المجاهدون وهو ليس ساذجا كما يتصوره المسؤولون الفرنسيون.حملت " حمس" كوشنير عواقب تداعيات تصريحاته المعادية للجزائر والحاقدة على جيل الثورة مؤكدة ان العلاقات بين الدول هي علاقات متراكمة بين مؤسسات وليس بين أشخاص وأجيال ولذلك فهي لا تتأثر برحيل جيل ومجيء جيل جديد. وفيما قالت الأمينة العامة لحزب العمال ان تصريحات كوشنير تدخل استفزازي وفاحش في الشؤون الداخلية للجزائر، اعتبرتها حركة النهضة خروجا عن كل الأعراف الدبلوماسية ومساسا غير مسبوق برموز الثورة الجزائرية يستوجب الردّ.