قرأت باهتمام بالغ اللافتة الانتخابية التي وضعتها الجبهة الوطنية الفرنسية بقيادة العنصري المتطرف، جون ماري لوبان، والذي علمت بأنه يمتلك عينا اصطناعية بعد أن ترك عينه في حرب الجزائر التي تورط فيها بكل قذارة؛ واللافتة التي تربط العلم الوطني الجزائري بقانون منع المآذن في سويسرا وقانون منع النقاب في فرنسا، هي بالفعل مقززة وتحتاج إلى التصدي لها بقوة القانون الفرنسي والأوربي عموماو الذي لا يتسامح بأي حال من الأحوال مع ما يسمونه معاداة السامية، ويقصدون به صراحة معاداة اليهود واليهودية، لكن الذي يجهله الكثير أو يحاول تجاهله، أننا ساميون مثلنا مثل اليهود وهم أبناء عمومتنا في العرق، لكنهم على قلتهم نجحوا في تحويل نكباتهم التاريخية الكثيرة إلى انتصارات واستغلوا ما حدث لبعضهم في الحرب العالمية الثانية أبشع استغلال، وأصبحوا يتحكمن في أنفاس الأوربيين والأمريكان والعالم أجمع بقانون معاداة السامية، هذا الذي بقدر ما بقي غامضا بقدر ما يخدم مصالح الدولة العبرية، وذهب الكثير من الإسرائيليين المتطرفين إلى حد اعتبار معاداة تصرفات دولة إسرائيل العنصرية بجرائمها في حق أطفال غزة الأبرياء، معاداة لليهود واليهودية كديانة وكعرق· ومقابل ذلك، مازال المتطرفون من الأوربيين العنصريين يستمرون في تحقيق تواجدهم وتبرير وجودهم في الساحة السياسية بمعاداة العرب والمسلمين، مثلما يفعل العنصري المعقّد جون ماري لوبان الذي لا نعلم لو لم يخلق الله الجزائر والجزائريين ماذا كان يفعل وكيف يكون برنامجه السياسي والانتخابي، ولم يجد من يوقفه عن حده وهو يدغدغ مشاعر ما تبقى من الأقدام السوداء وأبنائهم بهكذا شعارات عنصرية حاقدة· وفي رأيي لا يحتاج التصدي لهذا العنصري الفرنسي الحاقد وغيره من العنصريين الأوربيين إلى ثورة جديدة أو إلى إعلان الجهاد، مثلما ذهب العقيد الليبي معمر القذافي في تعامله مع سويسرا، ولو أن البعض ربط دعوته تلك بما حدث لنجله حنبعل القذافي في ذات الدولة· وأنا هنا أحاول الربط بين القانون الذي نجح اليهود في تمريره في قارة أوربا والعالم أجمع وبين الممارسات العنصرية التي يتعرض لها مهاجرونا في تلك الدولة التي تدعي حقوق الإنسان، ومقابل ذلك تقتل جيوشها الملايين من الأطفال والنساء في العالم الثالث ومنه العالم العربي والإسلامي، واليهود الذين نجحوا في حماية أنفسهم والدفاع عن مصالحهم بذلك القانون الذي لم يحدد اليهود بالإسم وإنما وضعوه تحت مسمى ''السامية''، وهنا تكمن القضية، فما أننا كعرب ساميون ولا أحد يشكك تاريخيا وأنثربولوجيا في هذا الأمر بمن فيهم اليهود أنفسهم، فأنا أدعو رجال القانون والحقوقيين إلى الاستفادة من قانون معاداة السامية ورفع دعاوى قضائية ضد جون ماري لوبان وغيره من العنصريين، وساعتها لا يجرؤ أي سياسي على الاستخفاف بعقول مواطنيه بشتم العلم الوطني الجزائري وبقوافل الشهداء، ونطالب بتطبيق القانون بصرامة مثلما يطبق على معادي اليهود الذين لا يتسامحون معهم، وإن لم يحدث ذلك فسيفتضح أمرهم وساعتها نطالب بأن يسمى القانون ''قانون معاداة اليهود'' لا معاداة الساميين، فاليهود نالوا مبتغاهم باسمنا ونحن الضحية الأولى·