أودعت جمعيات حقوقية في فرنسا شكوى لدى القضاء ضد حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتزعمه جون ماري لوبان بعد قيامه بنشر ملصقات إشهارية عنصرية تسيء للجزائريين. وقامت بتقديم هذه الشكوى كل من الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب، وجمعية الفضاء الفرنسي الجزائري، وحركة الواجب الجماعي للذاكرة، والتي أدانت جميعها ما قام به حزب لوبان، معتبرة ذلك فعلا عنصريا من شأنه التحريض على كراهية المهاجرين المسلمين تحت غطاء الإسلاموفوبيا التي تهدد قيم فرنسا العلمانية. وكان الحزب اليميني قد قام بتصميم لافتة إشهارية لحملته الانتخابية في الاستحقاقات المحلية التي تجرى الشهر الداخل، والتي تتضمن صورة لخريطة فرنسا يغطيها العلم الجزائري وبجانبها صورة امرأة ملتفة بالبرقع الذي هو عبارة عن الراية الجزائرية، وكتب في أعلى الملصقة ''هذه المرة إذا لم تصوتوا للجبهة الوطنية فالأكيد أنكم ستصلون إلى فرنسا الجزائرية''، إضافة إلى أن الشعار يظهر يدا على شكل مسدس في إيحاء إلى أن الإرهاب قادم من المسلمين عموما ومن الجزائريين بالخصوص. ويبدو أن حزب لوبان لن يكون مطلوبا لدى القضاء من طرف الجمعيات الحقوقية المدافعة عن حقوق المسلمين فقط، إنما ذلك سيكون أيضا من نظرائه المتطرفين في سويسرا، حيث قرر حزب الشعب اليميني السويسري صاحب مُبادرة منع بناء المآذن مقاضاة لوبان بتهمة استنساخ هذا الأخير للشعار ذاته الذي استخدم في حملة منع بناء المآذن. وفي هذا السياق استنكر مسؤول الحملات الانتخابية في حزب الشعب السويسري ألكساندر سوجير هذا الاقتباس، وقال إنها ''سرقة لأفكارنا''، وأضاف ''إننا لا نعمل لصالح الجبهة الوطنية في فرنسا، وإنه لا يوجد هناك أي تعاون أو تنسيق بين الحزبين''، وقال إن حزبه سيقوم بمقاضاة الجبهة الوطنية.