أجمع المشاركون في هذه الندوة التي أدارتها ''الجزائر نيوز'' مع بعض المختصين في مجال الإعلام الثقافي، على أن واقع الإعلام الثقافي في الدول العربية عموما وفي الجزائر خصوصا يعيش تراجعا في المستوى، بسبب غياب سياسة ثقافية تضمن لإعلاميي الأقسام الثقافية ثراء في المعلومات ووفرة في نوعية النشاطات التي تشكل مادته الأساسية في الصفحات الثقافية، كما أشاد المختصون بضرورة إعادة النظر في تكوين الصحفيين وتشجيع روح المنافسة والتحسيس بأهمية هذا الإعلام الذي يشكل المرآة العاكسة للوجه الثقافي للبلد· سوسن الأبطح صحفية بجريدة ''الشرق الأوسط'' واقع الإعلام الثقافي في العالم العربي متفاوت من بلد إلى آخر، فهناك بلدان تعرف تطورا في هذا المجال وهناك من البلدان من تشهد تراجعا ملحوظا في مجال الإعلام الثقافي، وبشكل عام فإن الصحافة الثقافية العربية تجاهد مع نفسها يوميا، ولا يمكن أن نقول بأن هنالك صحافة فاشلة وأخرى ناجحة، وليس هناك من بلغ الكمال في هذا المجال، فهناك زلات متكررة· بالنسبة للجزائر لا أعتقد أن كثرة الصحف فيها هي ظاهرة صحية، فخلال الأيام التي كنت فيها في الجزائر لاحظت الكثير من الأخطاء اللغوية والنحوية والمطبعية وغيرها من الأخطاء الكثيرة في العديد من الجرائد، ولهذا فهي بحاجة إلى المزيد من الإتقان، ولذا لا يجب أن ننكر بأن الصحافة المشرقية أيضا تشهد تراجعا في هذا المجال· والحل المناسب من أجل النهوض بالإعلام الثقافي هو التركيز على التعليم والمعرفة، فكلما كان تكوين الصحفيين جيدا في الجامعات والمدارس، كلما تخرجت طاقات ذات كفاءة في الإعلام، ودون غض النظر عن ضرورة وجود المنافسة بين الصحفيين وبين الجرائد كذلك· رشيد الإدريسي أستاذ بجامعة المغرب يمكن اعتبار أن الإعلام الثقافي في البلدان العربية عموما وفي البلدان المغاربية خصوصا ضعيف نسبيا بالمقارنة مع عدد السكان والثروات الطبيعية التي تمتلكها المنطقة التي تزخر بها، وهذا الواقع مشترك بين مختلف الدول، والإعلام يكون ضعيفا ما دام مستوى ووضعية الثقافة ضعيفة، ويظهر تدني مستوى الإعلام الثقافي كذلك في غياب القراء والترجمات والكتب أيضا، ولهذا يجب دق ناقوس الخطر لإصلاح هذه الوضعية التي آل إليها هذا النوع من الإعلام، ولإصلاح هذه الوضعية يجب إعادة النظر في العديد من الأشياء على غرار الاهتمام بالعلاقة التي تربط بين الثقافة والإعلام، فمن المستحيل أن يكون هناك إعلام قوي ما لم تكن هناك ثقافة قوية تتميز بكثرة المنشآت الخاصة بالنشاطات والإكثار من هذه الأخيرة أيضا· حميد قرين روائي هناك محوران أساسيان يؤثران في واقع ووضعية الإعلام الثقافي في الجزائر، فنحن من جهة نعاني من قلة الكتاب والصحفيين المتمكنين والقادرين على النهوض بهذا الإعلام الذي يعتبر ذا أهمية أساسية، ومن جهة أخرى نجد غياب سياسة ثقافية تحفظ نفس مستوى النشاطات في مختلف المناسبات، فبالرغم من وجود عدد من النشاطات والعروض إلا أنها لا تكفي من أجل إثراء المشهد الإعلامي الثقافي في الجزائر· الحل حسب رأيي هو إعادة النظر في طريقة التكوين التي يحظى بها الإعلاميون، وما نلاحظه هو وجود تكوينات خاصة بالصحفيين في المجال الاقتصادي والسياسي، لكن هناك غياب في التكوين فيما يتعلق بالقسم الثقافي وهذا ما يرسم هذا الواقع المتدني· أحمد بن صبان إعلامي حسب رأيي، فإن عملي كإعلامي في التلفزيون يمكنني من القول أن التلفزيون الجزائري يسعى جاهدا من أجل إدماج الأحداث الثقافية والمستجدات في مختلف الحصص التي تبث، بالرغم من أن هذه الأخيرة غير مختصة في الثقافة تحديدا· وما يعانيه واقع الإعلام الثقافي في الجزائر راجع إلى غياب التوعية بأهمية هذه الصفحة التي تعبر عن المشهد الثقافي للبلاد· كما أن المسؤولية لا تقع على عاتق الصحفيين وحدهم، بل على مسؤولي الجرائد بصفة خاصة، فلماذا يجب التضحية دائما بالصفحة الثقافية في سبيل صفحة الإشهار؟ ولماذا لا نبدأ نشراتنا الإخبارية بخبر ثقافي بدلا من الخبر السياسي؟ نحن ننتظر يوما تحظى به الصفحة الثقافية بنفس القدر من الاهتمام كما هو الحال بالنسبة للقسم الرياضي والسياسي وغيرها، ومن أجل الوصول إلى مستوى راق للإعلام الثقافي في الجزائر، يجب التضحية والنضال من أجل ذلك·