قال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، بارنار فاليرو، أن باريس تدين بشدة استعمال اليمين الفرنسي الراية الجزائرية لأغراض انتخابية، ووصف احتجاجات السلطات الجزائرية بالمشروعة· وقال الناطق الرسمي للكيدورسي، في ندوة صحفية وجهت إليه الصحافة الفرنسية فيها سؤالا يتعلق بالقضية، أن ما أقدم على فعله حزب اليمين، ''أمر في غاية الصدمة''، وأضاف ''إننا ندين بشدة هذا التصرف الدنيء وغير المشرف الذي يرمي إلى أهداف انتخابية''، موضحا بأن مصالح وزارة الخارجية الفرنسية تلقت، أول أمس، احتجاجات نظيرتها الجزائرية ''وهي احتجاجات شرعية''، يزيد برنار فاليرو، الذي ذكّر أيضا أن الرابطة الدولية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية كانت قد لجأت إلى العدالة من أجل توقيف استعمال يافطة اليميني المتطرف ورئيس الجبهة الوطنية، ''الفرنسي جون ماري لوبان''، لكن محكمة مارسيليا لم تر في ذلك ما يدفع إلى جعل جبهة ماري لوبان تتوقف عن استعمال هذا الشعار· ورفض الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، التعليق على قرار المحكمة الفرنسية وقال ''أنتم تعلمون بأننا لا نملك أن نعلق على قرارات المحكمة، فهي سيدة في صلاحياتها''، كما لم يتطرق ناطق الكيدورسي إلى كون الاعلان اليميني المتطرف يستهدف بالإضافة إلى الجزائر، العقيدة الإسلامية رغم أن معظم رموز الصورة، ومنها التعليق المكتوب والبرقع، والمآذن، تمس بالدين قبل أن يمس رمز واحد بالجزائر· لكنه في المقابل لم ير بارنار فاليرو في تحرك الرابطة الدولية للكفاح عن العنصرية ومعاداة السامية أي إشكال· وعلاوة على ذلك، لم يُثر المتحدث باسم وزارة خارجية فرنسا، ردود حكومته حول مطلب الجزائر، القاضي بضرورة منع فرنسا الرسمية مثل هذه التصرفات المسيئة لمقدسات الدول، مما يعني أن حكومته لم تأخذ بالحسبان هذا الجانب، وأنه بالرغم من الإدانة الشديدة رسميا لما أقدم عليه جون ماري لوبان، إلا أنه لا يوجد في الأفق ما يحمل باريس على ردعها لهذه الاستفزازات· هذا، وعلّقت الصحافة الفرنسية على مختلف مواقعها فور صدور القرار، بأن استعمال جون ماري لوبان، للراية الجزائرية في مثل هذا الظرف الذي تعرف فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية مرحلة حساسة، ونسبت تلك الحساسية في العلاقات بالأساس إلى ما يتعلق بالذاكرة التاريخية على وجه الخصوص، وملف مكافحة الارهاب·