ثار، صبيحة أمس، سكان حي الزعاطشة القصديري بخروجهم إلى الشارع وغلق الطريق السفلي بالأعمدة الكهربائية وحرق العجلات، إلى جانب التجمهر وحمل شعارات ''كفانا وعودا كاذبة''، وذلك للفت أنظار السلطات المحلية والولائية إلى واقعهم المزري خاصة بعد التهاطل المستمر للأمطار طيلة ال 24 ساعة الأخيرة دون توقف، ما جعل ظروف الحياة سيئة داخل ''براكات'' تفتقر لأدنى شروط الحياة، كما هدد مئات الشباب المتظاهرين بالتصعيد في حال صم السلطات المحلية آذانها وعدم اتخاذ مطلبهم محمل الجد، مؤكدين أنهم سيحذون حذو سكان ديار الشمس الذين لجأوا إلى العنف لإسماع صوتهم وتحقيق مطالبهم وحقهم في الترحيل والاستفادة من سكنات لائقة· احتجاج السكان تخلله بعض الاحتكاك مع رجال الشرطة الذين كانوا يعملون على تهدئة الأوضاع والحيلولة دون قيامهم بغلق الطريق الرئيسي· الوعود الكاذبة لدائرة سيدي امحمد تدفع بالسكان إلى الثورة تنكر رئيس دائرة سيدي امحمد لوعوده كانت القطرة التي أفاضت الكأس، فحسب المتحدث باسم سكان حي الزعاطشة القصديري، فإن رئيس الدائرة جرهم إلى كسب مزيد من الوقت والتلاعب بمشاعرهم، حيث كشفوا في لقاء مع ''الجزائر نيوز'' أنه أكد لهم في عديد المرات حقهم في الحصول على سكنات لائقة وترحيلهم قبل أي كان وقبل حتى سكان ديار الشمس الذين ينتمون هم أيضا إلى دائرة سيدي محمد، وذلك على ستة مواعيد، فالأولى كانت في ال 5 من نوفمبر من السنة الماضية لتتوالى اللقاءات الماراطونية بين وفد ممثل عن الحي ورئيس الدائرة الذي قدم لهم الفاتح من جانفي إلى 10 منه كآخر تقدير لترحيلهم، غير أنه في الخامس من شهر مارس تنكر لكل وعوده وأخبرهم أن أمر ترحيلهم مرهون في الوقت الحالي ومؤجل إلى ما بعد ترحيل كل من سكان ديار الشمس وأحد الأحياء القصديرية بحيدرة، ليتنصل بذلك من كل الوعود، وهو الأمر الذي دفع بالسكان إلى التمرد والتهديد بتصعيد الاحتجاجات والعصيان· السكان يطالبون بنزول والي العاصمة رفض السكان كل مساعي الصلح والحوار دون لقائهم مباشرة بوالي العاصمة التي أكدت لهم بشأن هذا السلطات المحلية المتواجدة في عين المكان أنه غائب عن العاصمة، وفي سفرية عمل، مما أغضب السكان ودفعهم بالتشكيك في صحة هذه المعلومات خاصة بعد رفضه للعديد من المرات أي لقاء يجمعه بالوفود الممثلة، كما رفضوا تشكيل لجنة يتم إفادها إلى رئيس ديوان الوالي وطالبوا أيضا بنزوله إليهم· إمام الحي تدخل لتهدئة الأوضاع تدخل إمام مسجد الحي في محاولة منه لتهدئة نفوس الغاضبين وحثهم على تحكيم العقل واستنفاد الوسائل السلمية، الأمر الذي خلق انقساما في صفوف الشباب بين مساند ومعارض، وقدم إليهم اقتراح إرسال وفد إلى رئيس ديوان الوالي قبل القيام بأي خطوة أخرى، وهو الأمر الذي لقي استجابة لدى البعض دون السواد الأعظم الذي كان يائسا من كل الوسائل السلمية ولغة الحوار التي لم تأت أكلها، مستدلين في ذلك بما قام به سكان حي ديار الشمس الذين انتزعوا حقهم بالقوة· قوات الأمن تلتزم الحذر وترابط بمداخل الحي لم ترد قوات الأمن المتواجدة أمام تخوم حي الزعاطشة واكتفت بمتابعة الأحداث والتنسيق فيما بينها، فارضة بذلك طوقا أمنيا غير ملحوظ بتوزيع مشتت، لكن يسمح بالتدخل في أي لحظة، إذ تدهورت الأوضاع وقام الشباب بالتصعيد وغلق الطريق الرئيسية، فيما لم تمنع الشرطة غلق الطريق الثانوية المؤدية إلى الحي، والتي تم فيها حرق العجلات ووضع الأعمدة الكهربائية· رئيس ديوان والي العاصمة يؤكد أن ترحيلهم سيكون في الأيام القليلة المقبلة قال أحد متحدثي اللجنة الخاصة بسكان حي الزعاطشة، أن اجتماعا مستعجلا جمعهم، منتصف نهار أمس، برئيس ديوان والي ولاية العاصمة، خلص فيه إلى ترحيل سكان هذا الحي البالغ عددهم حوالي 300 عائلة في الأيام القليلة المقبلة، وهو القرار الذي لقي ارتياحا كبيرا في نفوس المحتجين الذين كانوا يهمون بتكرار سيناريو ديار الشمس، غير أن هذا القرار أثار حفيظة العديد من قاطني الحي الذين سئموا من الوعود الكاذبة التي تنتهي دائما بوقف التنفيذ·