إستمتع، جمهور تيزي وزو، ليلة أول أمس، بملعب أوكيل رمضان، بمدينة تيزي وزو، بعدة عروض فنية راقصة قدمتها فرق فلكلورية من مختلف الدول الإفريقية التي تشارك في فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي، وقد كانت هذه السهرة فرصة لهذا الجمهور، لاكتشاف تقاليد وتراث القارة السمراء· أول عرض فني في هذه السهرة، قدمته فرقة فلكلورية من بورندي، وهو عبارة عن رقصات تقليدية نقلت الموروث الثقافي الذي تزخر به هذه الدولة، حيث قدم أعضاؤها رقصة ''القفز'' التي جسدت فوق الركح من خلال أغنية ''جومباري''، وهي أغنية تراثية تعتبر من بين الأغاني المقدسة في بورندي، وكانت على إيقاعات الطبول الإفريقية وآلة الصورصو· وتعتبر هذه الفرقة من بين أعرق الفرق الفلكلورية في بورندي، تعمل، من أجل المحافظة على التقاليد والموروث الثقافي·· وقصد ترسيخ فكرة الإهتمام بالثقافة في أذهان شعوبها، رفعت شعار ''من حافظ على ثقافته حافظ على هويته''، وهو، ما جسده هؤلاء الفنانين على المنصة حيث أكدوا أنهم متمسكون بتقاليدهم العريقة، وهذا عن طريق الإبداع في رقصاتهم الفلكلورية التي تفاعل معها الجمهور بحماس· بعدها، فرقة ''أمان أمان'' من ناميبيا، التي تتكون من مجموعة من الأطفال، من كلا الجنسين، قدموا، في البداية، رقصة ''العلم''، التي تنقل معاناة الأطفال، وقد جسدت هذه الرقصة بحركات تمثيلية أبهرت الجمهور، إستعملت فيها بعض الحركات السحرية الفكرة تعتبر من الطقوس المحلية الممارسة في هذا البلد، كما قدموا، كذلك، رقصة تنتقد، بشدة، سياسة استغلال الدول الإفريقية للأطفال في مجال الشغل، وكان الزي الذي ارتداه هؤلاء الأطفال يشير إلى معاناة وشقاء الطفل في ناميبيا، جراء سياسات الإستغلال والتهميش، وتفاقم المشاكل السياسية والاجتماعية، حيث ظهر هؤلاء الأطفال، البالغ عددهم 17 طفلا، بهيئة عمال ورشات الأشغال الشاقة، وفلاحين، كما جسدوا، أيضا، رقصة ''الطفلة البريئة''، وكل هذه الرقصات، التي عرضتها هذه الفرقة، مستوحاة من التراث الثقافي الناميبي، وواقعها الاجتماعي·