يعيش جمهور ولاية تيزي وزو إلى غاية 19 من شهر جويلية على وقع فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي تحتضنه الجزائر بعد 40 سنة مضت على الطبعة الأولى التي تم تنظيمها سنة 1969 وهي التظاهرة التي تتزامن مع احتضان عاصمة جرجرة فعاليات المهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري في طبعته الرابعة. وسطر القائمون على إحياء هذه التظاهرة برنامجا ثريا ومتنوعا، انطلق أمس بسهرة فنية بملعب "أوكيل رمضان"، مع صافي بوتلة متبوعة برقصات فنية لفرقة الرقص التقليدي الجزائري. ويتضمن البرنامج تنظيم عدة استعراضات فنية مختلفة مع تقديم الفرق المشاركة، حيث ينتظر أن تحل بالولاية 22 دولة افريقية منها كوت ديفوار، موريتانيا، إفريقيا الجنوبية وغيرها و4 عربية منها العراق، لبنان، سوريا فضلا عن مشاركة فرق من مختلف ولايات الوطن ستمتع جمهور تيزي وزو بعروض ورقصات فلكلورية، مع تنظيم سهرات فنية يحييها نخبة من الفنانين أمثال الفنان القدير آيت منقلات، إبراهيم مدني، يوسف قرباس، وعميد الأغنية القبائلية أكلي يحياتن وغيرهم من الفنانين المعروفين، حيث يرتقب أن يشارك ما يزيد عن 700 فنان في إحياء سهرات المهرجان. وينتظر أن تمتد النشاطات والعروض إلى عدة بلديات من الولاية حيث سيستمتع سكان مدن اعزازقة، تيقزيرت، ازفون، تيزي راشد وذراع بن خدة وغيرها بعروض فنية وسينمائية ورقصات فلكلورية مختلفة تقدمها فرق وطنية، افريقية وعربية ستجوب شوارع وأحياء هذه المدن مع احتضانها كذلك لسهرات فنية ينشطها عدة فنانين. ويتخلل البرنامج تنظيم ملتقى حول " الرقص الشعبي والمجتمع" الذي سيلقي فيه مختصون في مجال الفن وأساتذة محاضرات منها "الرقص، عمل ثقافي وقياس اجتماعي"، "الرقص القبائلي" ، "طبع ووظيفة الرقص التقليدي في كوت ديفوار"، ومحاضرة تحت عنوان "تأثير الفلكلور على تطور المجتمع" وغيرها من المداخلات التي ستثري الملتقى. كما سيتم تدشين معرض حول "وجوه وصور السينما" في 16 جويلية الجاري متبوع بتقديم عروض سينمائية منها "السينما الإفريقية" ، لحدادي محمد (انتاج 2009) كما ينتظر عرض سلسة من الانتاجات السينمائية الامازيغية الجديدة على غرار فيلم "ميمزران"، ارزقي لانديجان" إضافة إلى تنظيم مهرجان الفيلم الامازيغي في الفترة الممتدة بين 16 و 19 جويلية وذلك تكريما للسينما الإفريقية وذلك بدار الثقافة "مولود معمري". وحسب ما أكده مدير الثقافة السيد ولد علي الهادي خلال ندوة صحفية عقدها مؤخرا بدار الثقافة فإن برنامج المهرجان الثقافي الإفريقي يتقاطع مع المهرجان العربي الإفريقي على اعتبار أن إحياء الأول يتزامن مع الثاني، ويتضمن حسب المتحدث نشاطات ثقافية متنوعة تترجم عمق وثراء وتنوع التراث الذي تزخر به الدول المشاركة في صنع هذا الحدث الثقافي الهام . وأضاف ولد علي انه ينتظر أن تشارك ولاية تيزي وزو في فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني وبجعبتها برنامج كثيف وغني، حيث ستمثلها عدة فرق محلية ستقدم عروضا فنية ومسرحية مختلفة إضافة إلى إحياء فنانيها لحفلات ساهرة، مع عرض أفلام أمازيغية. وأضاف أنّ التظاهرة تعتبر بمثابة جسر للتبادل والتقارب الثقافي بين مختلف الثقافات الإفريقية والعربية، لإظهار العادات والفنون المتنوعة التي تميز كل دولة عن غيرها ما يولد الاحتكاك بينها ويضمن استمرار القيم والعادات والإرث الفني، مؤكدا أن المهرجان الثقافي الإفريقي اختار الجزائر لتكون سنة 2009 بوابة إفريقيا ويعد فرصة ثمينة لاكتشاف جمال الجزائر الثري والمتنوع، فضلا عن سعيه لحماية ثقافتنا العريقة وتطوريها لضمان نقلها للأجيال الصاعدة. وأوضح المتحدّث أنّ وزارة الثقافة خصّصت ما قيمته 6 ملايير و30 مليون سنتيم لإنجاح التظاهرة التي تندرج ضمن فعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الذي تحتضنه الجزائر حتى 20 من نفس الشهر، وستشهد المنطقة بالمناسبة حضور ممثلي 22 دولة افريقية و4 دول عربية إضافة إلى العشرات من الفرق الوطنية التي ستجوب كل دوائر الولاية عبر 36 عرضا وحفلة فنية ويبلغ عدد الفنانين 700 فنان وفنانة.