صدر تقرير المعهد الدولي للبحث حول السلام الخاص بالفترة الممتدة من 2005-2009، حيث جاء أن الجزائر تدخل لأول مرة ضمن قائمة العشرة دول الأكثر تسلحا عبر العالم، من خلال احتلالها المرتبة التاسعة، لتتحول بذلك لأكثر دولة مسلحة في منطقة المغرب العربي، مع العلم أن تقرير عام 2008 أدرج الجزائر ضمن الدول العربية الأكثر تسلحا، حيث احتلت المرتبة الثالثة بعد كل من قطر والعربية السعودية· وإن كان الاختلاف أن هاتين الدولتين تستوردان أسحلتهما من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن الجزائر تظل زبونا وفيا لروسيا· فقد كشف ذات التقرير أن الجزائر تخصص ما يعادل 3.3% من الناتج الداخلي الخام للمصاريف العسكرية، ما يعني أكثر من أربعة ملايير دولار أمريكي· في إشارة إلى أن السنة المنصرمة شهدت ارتفاع هذا الرقم ليصل ما قيمته 6.25 مليار دولار أمريكي· هذا الارتفاع جعلها تحتل مرتبة متقدمة بين دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، في الوقت الذي يظل فيه المعهد الدولي للبحث حول السلام الكائن مقره باستوكهولم يندد بهذا السباق نحو التسلح، من منطلق تشكيله تهديدا على الأمن الإقليمي، تأتي تأكيدات الجزائر على أن سياسة تحديث الجيش والتسلح المتطور تدخل في إطار مكافحة الإرهاب الذي ساد البلاد أكثر من عشرية· وتذهب تحليلات الخبراء العسكريين إلى أن وتيرة التسلح في الجزائر ستستمر في التصاعد، وإن لم تكن هناك نزاعات إقليمية ظاهرة بين دول الجوار، غير أن التحدي الكبير الذي بات يهدد المنطقة والجزائر على حد السواء هي تلك المساحات الصحراوية الحدودية الشاسعة التي تتطلب أحدث المعدات لحماية هذه المنطقة الحدودية، والتي باتت تشكل خطرا أكيدا على أمن المنطقة· فقد أكد أن التهديد الإرهابي والإجرام المنظم استفاد من خصوصية المنطقة الصحراوية لمحاولة فرض سيطرته عليها· وتشير ذات المصادر إلى أن الجزائر دخلت في تحالفات مع دول الساحل الإفريقي تقضي منها لعب دور الريادة ليس فقط من خلال تبادل المعلومات وإنما وضع العتاد العسكري المتطور في خدمة حماية المنطقة الحدودية بالتنسيق مع الدول المعنية، وهو ما حدث مع دولة مالي التي تقدمت بطلب رسمي للحصول على مساعدة الجزائر اللوجيستية العسكرية لحماية حدودها الشمالية· على هذه الخلفية، يأتي عزم الجزائر المضي في رفع وتيرة التسلح لحماية ترابها، وإن ارتفعت أصوات منددة، سيما من طرف المملكة المغربية التي باتت تؤول هذا التسلح وتفسره على أنه استفزاز لها، فالجدير بالذكر أن المملكة تراجعت في الترتيب على حسب التقرير الأخير، ولعل السبب يكمن في عدم مواجهتها لتهديدات أمنية مثل تلك التي تواجه الجزائر سيما في مناطق الجنوب الكبير والقضاء على بقايا الإرهاب في العديد من مناطق البلاد·