توفي، أول أمس، الدبلوماسي عمر بن شهيدة بالعاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهر 71 سنة، حيث كان يتلقى العلاج المركز بسبب إصابته بمرض عضال ظل يصارعه قرابة الأربع سنوات· ويعد عمر بن شهيدة سليل عائلة مثقفة، حيث كان والده من أبرز قضاة الجزائر بعد الاستقلال، حيث تحمل إقامة قضاة العاصمة اسمه، بينما تعمل شقيقته مترجمة الرئيس بوتفليقة· التحق عمر بن شهيدة في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير، لكنه مباشرة بعد الاستقلال التحق بالسلك الدبلوماسي واستمر في ممارسة عمله به، من خلال تقلده العديد من المناصب الرفيعة، حيث كان من أهم ما تقلده على وجه الخصوص منصب قنصل بمدينة غرونوبل الفرنسية، ليعود من أوروبا إلى إفريقيا وبالضبط إلى الجمهورية التونسية، حيث شغل منصب قنصل عام، قبل أن يعين سفيرا للجزائر في العاصمة الكولمبية ''بوغوتا''· بعد ذلك، اُستدعي الراحل من مهامه بكولومبيا بعد مسيرة حافلة دبلوماسيا، وتم تعيينه على رأس مصلحة حساسة في وزارة الشؤون الخارجية، هي المديرية العامة للاعلام والاتصال، حيث عرفة الاعلاميون عن قرب في العديد من المناسبات الدولية التي احتضنتها الجزائر منذ عودته من بوغوتا في نهاية ,2008 وعاد الفقيد من كولومبيا وهو موشح الصدر بوسامين ساميين منحتهما إياه السلطات الكولمبية، هما وسام صليب ''سان كارلوس'' ووسام ''ديموقراطية سيمون دوليفار''، وهما وسامان راقيان جدا في الدبلوماسية الكولمبية، ليقعده بعد ذلك، المرض· جثمان الفقيد وصل أمس إلى الجزائر قادما من فرنسا، حيث سيُنقل مباشرة إلى بيته بالعاصمة، وبعدها إلى وهران بمنطقة عين البيضة بالبيت العائلي، حيث سيوارى التراب اليوم بمقبرة مسقط رأسه· تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون·