الجنرال الراحل العربي بلخير توفي الجنرال العربي بلخير صباح أمس الخميس عن عمر يناهز ال 72 عاما بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر من عائلته. بينما علمت "الشروق" بأن وزير الدولة وسفير الجزائر الأسبق لفظ أنفاسه الأخيرة بين الواحدة والواحدة والنصف من ظهر أمس ببيته في حيدرة. وتكون العائلة قد قررت تنظيم مراسم الدفن اليوم بعد صلاة الجمعة بمقبرة بن عكنون. * ويأتي هذا الإعلان الرسمي عن رحيل العربي بلخير بعد الإشاعات التي حامت حوله في ربيع 2009 تبعا لإصابته بوعكة صحية حادة نقل على إثرها إلى المستشفى العسكري بعين النعجة. * واشتهر الراحل بكونه من رجال الدولة الأكثر تأثيرا في مسارها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، التي شغل فيها أعلى المناصب مع اختياره التحرك في الظل والخفاء، مما دفع المتتبعين للشأن السياسي الجزائري إلى وصفه ب "الرجل اللغز" و ب "العلبة السوداء" لصناعة القرارات تفكيرا و تخطيطا وتنفيذا. * ولد العربي بلخير في الفاتح جانفي من عام 1938 ببلدية فرندة في تيارت حيث كان والده شيخا لزاويتها، وفي نهاية الخمسينيات انضم إلى جيش التحرير الوطني فارا من الجيش الفرنسي الذي تلقى فيه تكوينه العسكري. * الدخول الحقيقي للراحل في المعترك السياسي جاء مباشرة بعد رحيل الرئيس هواري بومدين، حين احتضن بوصفه رائدا ومديرا للمدرسة الوطنية للمهندسين والتقنيين في برج البحري، والتي عين على رأسها سنة 1975، اجتماع قادة الجيش الذين اتفقوا على اختيار العقيد الشاذلي بن جديد رئيس للجمهورية. * عين الرئيس الجديد العربي بلخير مديرا لديوانه، وبعد استقالة الشاذلي في الحادي عشر جانفي من عام 1992، استنجدت قيادة الجيش الوطني الشعبي بالمجاهد الكبير محمد بوضياف، الذي عمل بلخير معه وزيرا للداخلية، وبعد مجيء العميد ليامين زروال على رأس الدولة في 1994 غادر الراحل الجزائر باتجاه سويسرا، وبقي بعيدا عن الحياة السياسية إلى غاية تعيينه من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيسا لديوانه. * في 2005 غادر الراحل منصبه برئاسة الجمهورية وعين وزيرا للدولة سفيرا للجزائر بالعاصمة المغربية الرباط، وهي المسؤولية التي طالب بإعفائه منها في ربيع 2009 بعد إصابته بمرض عضال لازمه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ظهر أمس بحيدرة.