زعف حماري زعفته المعتادة وتوعد الجميع من خلال كلامه الذي لم أفهم منه جله·· قلت له·· سوف يرتفع ضغطك ولن تنفعك لا ''لويزة'' ولا غيرها؟ قال مستنكرا كلامي·· أنت تعرف أني لا أحب حينما يتهجم أحد عليها·· السيدة لويزة مناضلة حقيقية وتستحق كل التقدير·· قلت له·· لا أختلف معك في هذا ولكن يا عزيزي السياسة لها دهاليزها التي لا يعرفها غير السياسيين·· نهق عاليا وقال·· أن أعرف كل شيء·· لماذا يقول لها السي أبو جرة أن تلتزم بحدود الله·· هل هي التي أفرغت خزائن الدولة؟ قلت له·· والله لا أعلم·· صرخ عاليا·· كيف لا تعلم·· السارقون وحدهم من يقال لهم هذا الكلام·· أما هي فلا يقال لها كلام مثل هذا لسبب بسيط أنها على الأقل تملك شجاعة مناقشة الأشياء وتحليلها والذهاب إلى عمقها، أما هم على أكثريتهم فلا يجرؤون حتى على التفكير فيّ·· قاطعته ضاحكا·· ما بك أيها الحمار·· من يسمعك تتكلم هكذا يظن أنك من حزب العمال؟ صرخ في وجهي وقال·· أنت تعرف أني بطال ولست عاملا حتى أكون في حزب العمال·· ثم هل من يقول الحق في هذا البلد يقطع لسانه؟ قلت له·· حاشى يا سيدي·· أنت في بلد ديموقراطي تكلم كما تشاء·· قال·· السيدة لويزة حنون تملك شجاعة الكلام·· وكلامها لا يُنطق عن سفاهة بل هي تدرك كل ما تقول وتفعل·· قلت له·· السياسيون كلهم يدركون أقوالهم وأفعالهم أيها الحمار·· وأنت على نيتك تتعامل بإحساسك مع الأمور·· ضرب ذيله يمينا وشمالا وصاح في وجهي·· وإن كان أنا لا أقبل على خالتي الويزة··