افتتحت بعد ظهر أمس في مدينة سرت الليبية القمة العربية الثانية والعشرون، التي اتفق على تسميتها ''قمة صمود القدس'' بمشاركة 31 من القادة العرب وغياب باقي القادة، بينهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك· وكان أول المتحدثين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيس القمة العربية السابقة التي عقدت العام الماضي في الدوحة، وقال في كلمة مقتضبة، قبل أن يسلم الرئاسة إلى العقيد الليبي معمر القذافي، أن ''العالم العربي يمر بأزمة مستعصية''، مقترحا تشكيل لجنة عليا للعمل العربي المشترك لتدارس الوضع الراهن· القذافي: الحكام في وضع لا يحسدون عليه وقد ألقى العقيد معمر القذافي، رئيس القمة العربية، كلمة الافتتاح بدأها بالحديث عن معالم مدينة سرت والمحطات التاريخية التي مرت بها، وقال إن الشعوب العربية تواجه تحديات متزايدة والحكام العرب في وضع لا يحسدون عليه· موسى يدعو لحوار مع إيران ثم ألقى الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، كلمة في الافتتاح، قال فيها أن المسيرة العربية للعمل المشترك تحت مظلة الجامعة لم تكن كلها مسيرة فشل، وتحدث عن التحديات الاستراتيجية التي تواجه المنطقة كالخطر النووي الإسرائيلي، ودعا إلى حوار عربي إيراني لتحديد العلاقات المستقبلية معها، وقال إنه لا مكان لإسرائيل في الرابطة العربية المقترحة· وقال إن أي عملية سلام يجب ألا تكون مفتوحة النهاية ولا بد من وضع جداول زمنية، وطالب القادة بدراسة الخيارات المتاحة إذا ما فشلت عملية السلام· يذكر أن من بين الرؤساء الذين يحضرون القمة قادة سوريا والسودان والأردن والجزائر وفلسطين وموريتانيا وقطر واليمن والكويت وتونس وجزر القمر والصومال وجيبوتي· وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعلن في ختام اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، مساء أول أمس الجمعة، أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل مرهونة ''بتجميد الاستيطان وخصوصا إلغاء قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدس الشرقية''· وقال موسى للصحافيين إن ''بيانا سيصدر عن القمة'' العربية في ما يتعلق بالموقف من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين· كما أكد وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي للصحافيين أنه تم الاتفاق على أن أي موافقة ببدء محادثات غير مباشرة مرتبطة بوقف النشاط الاستيطاني· وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطرية الذي يترأس لجنة المتابعة، افتتح الاجتماع بكلمة وجه فيها انتقادا شديد اللهجة للمجتمع الدولي في حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مؤكدا أن الدولة العبرية ''تتعامل كأن لها حصانة إذ لا عقوبات دولية تتخذ بحقها''· عباس يدعو المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن القدس وما حولها أمانة وضعها الله سبحانه وتعالى في أعناق العرب والمسلمين، وإن إنقاذها هو فرض عين علينا جميعاً· وأضاف في كلمته في افتتاح القمة العربية ال22 في مدينة سرت شرقي ليبيا ''القدس هي درة التاج، وهي بوابة ومفتاح السلام، ونؤكد تمسكنا بكل ذرة تراب، وكل حجر من القدس، ونحن مصممون على الدفاع عن عاصمة فلسطين، ولن يكون هناك أي اتفاق للسلام لا يتضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفي مقدمتها القدس الشريف''· ودعا عباس المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي إجراءات أحادية تقوم بها إسرائيل في القدس، مطالبا بإيفاد مراقبين دوليين لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية على الأرض ومنع حدوثها، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا· وأكد الرئيس الفلسطيني ''أهمية أن تتقدم المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الإجراءات الإسرائيلية في القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني بصفتها قوة احتلال يتوجب عليها عدم المساس بالوضع في القدس''· الرئيس اليمني يقترح إنشاء ''اتحاد عربي'' لمواجهة إسرائيل تقدم الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، بمقترح إنشاء مشروع جديد متمثل في اتحاد عربي يواجه إسرائيل، وذلك المقترح جاء على غرار إنشاء اتحاد أوروبي وآخر إفريقي· وقال صالح في كلمة ألقاها في القمة العربية ال22 المنعقدة في مدينة سرت الليبية، أمس السبت، ''الجمهورية اليمنية تقترح اليوم إنشاء اتحاد عربي يقف في وجه الصهاينة لخدمة الأمة العربية والذي يمثل القوة والعمل على تطوير العمل العربي المشترك''· وأضاف ''مهما قدمنا من تنازلات ومشاريع لإسرائيل لن يقبلوها، هم مستمرون في الاستيطان وبناء الجدار العازل وعدم القبول بالشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال في فلسطين والجولان وجنوب السودان''· وتساءل الرئيس اليمني ''لماذا لا ننشئ اتحاد عربي ولدينا قواسم مشتركة هي اللغة والأرض والثروة من أجل مواجهة هذا العدوان الصهيوني، وبدون اتحاد عربي لا يمكن أن نقدم أي نجاحات مع الصهاينة''·