سويعات قليلة و تفتتح بمدينة سرت الليبية أشغال القمة العربية الثانية و العشرين التي تناقش مختلف جوانب العمل العربي المشترك وفي مقدمتها قضية القدس بحضور عدد من رؤساء وملوك الدول العربية من بينهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. ويتناول جدول أعمال هذه الدورة مجموعة من البنود تصب أهمها في نطاق تعزيز التضامن و العمل العربي المشترك للتصدي لمحاولات إسرائيل الرامية لتهويد القدس حيث يسعى العرب للخروج بموقف قوي. وتناقش القمة التي اتفق وزراء الخارجية العرب في ختام جلستهم أول أمس الخميس على تسميتها ب"قمة دعم صمود القدس" مجموعة من القضايا على رأسها تطورات عملية السلام وما يجري حاليا في القدسالمحتلة من انتهاكات في حق الشعب الفلسطيني واستمرار الحكومة الإسرائيلية في بناء المستوطنات. كما تتضمن أجندة القمة بندا خاصا بالإرهاب الدولي مقدما من دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى مبادرة مقدمة من سوريا لوضع آلية لإدارة الخلافات العربية-العربية ومبادرة يمنية لتفعيل العمل العربي المشترك. وحسب مصادر ديبلوماسية بسرت فان هذه القمة تكتسي أهمية خاصة كونها ستناقش بندا يتمثل في وضع خطة متكاملة لتحرك عربي لإنقاذ مدينة القدس التي تتعرض لهجمة تهويد طالت المقدسات الإسلامية و المسيحية وكذا تهجير العرب المقدسيين وهدم الأحياء العربية". وفي هذا السياق ينظر القادة العرب في خطة لإنقاذ المدينة المقدسة ترتكز على محاور مالية وسياسية و قانونية. وتقضي الخطة بدعم المدينة وأهلها ب500 مليون دولار وإنشاء مفوضية عامة للقدس و التوجه الى محكمة العدل الدولية بشأن الانتهاكات الإسرائيلية و العمل على عقد مؤتمر دولي برعاية الجامعة العربية يبحث مجمل الانتهاكات الإسرائيلية في المدينة ومطالبة اليونسكو بإيجاد بعثة دائمة لها في المدينة لرصد هذه الانتهاكات و توثيقها. كما ستحظى مبادرة السلام العربية بحيز كبير من النقاشات خلال القمة في ضوء أشغال اللجنة الوزراية العربية بشأن هذه المبادرة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و الرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك للتأكيد على الموقف العربي من أسس تسوية الصراع العربي-الإسرائيلي الذي عبرت عنه قمة بيروت عام 2002. وفي الملف الاقتصادي للقمة ستحظى متابعة تنفيذ قرارات قمة الكويت الاقتصادية التي عقدت العام الماضي باهتمام بالغ خاصة ما يتعلق بإنشاء صندوق لدعم المشاريع الصغيرة و المتوسطة بالوطن العربي بمبلغ ملياري دولار. الى جانب هذا ستتناول القمة تطورات الأوضاع في العراق والسودان والصومال وجزر القمر ومكافحة الارهاب الدولي والعلاقات العربية مع التجمعات الدولية و الإقليمية في الوقت الذي يغيب فيه عن القمة كل من الرئيس المصري حسني مبارك الذي يقضي فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجريت له في ألمانيا، إضافة إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان, وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد كما تأكد عدم مشاركة الرئيس اللبناني ميشال سليمان أو أي مسؤول لبناني رفيع في القمة على خلفية اتهامات لليبيا بالمسؤولية عن اختفاء الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر عقب زيارته طرابلس عام 1978 ولا يشارك أيضا في القمة ملك المغرب محمد السادس رئيس لجنة القدس والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إضافة إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني.