تمكن، التلميذ رشيد، من بلدية صالح باي، جنوب ولاية سطيف، من تحدي إعاقته وتحقيق أول أهدافه، بعد تحصله على معدل 14 من 20 في شهادة البكالوريا، قسم آداب وفلسفة، فكان، بذلك، قدوة لغيره، بالرغم من فقده لبصره، وبساطة حياته، حلمه الوحيد هو أن يصبح إطارا ساميا في الدولة، وأمله الحصول على منحة رئاسية لمتابعة دراسته في سوريا· التلميذ، قسوم ميساوي رشيد، من مواليد 18 أوت 1985، مكفوف، لكن هذه الإعاقة كانت حافزا له لتحدي المستحيل، هو شاب تغمره العزيمة منذ كان في السادسة من عمره، حيث انتقل إلى مدينة شلغوم العيد لمزاولة الدرلسة في مدرسة صغار المكفوفين، فأكمل بذلك الطورين الإبتدائي والمتوسط، ليعود بعدها، إلى مسقط رأسه، بصالح باي، حيث أكمل دراسته بثانوية ''رقيعي البشير''، بالرغم من انعدام الإمكانيات اللازمة لمثل حالته، على غرار الأجهزة والمراجع التي أرهقت كاهل رشيد، حيث وجد صعوبة في التأقلم مع المحيط الجديد. أصبح، بعدها، يعامل بطريقة خاصة من طرف العديد من الأساتذة الذين تكرموا بتخصيص ساعات إضافية لمساعدته، فشل في الحصول على الشهادة، في المرة الأولى، على اعتبار أن التحضير وفق البرنامج الجديد كان جد صعب، ناهيك عن طريقة مراجعته حيث تستغرق الكتابة بطريقة البراي، جل وقته، لكن في الأخير، تحصل رشيد على تأشيرة ولوج الجامعة، بمعدل 14 من 20، الذي لم يكن يتوقعه· بخصوص أهدافه المستقبلية، قال رشيد أنه يحلم بدخول المدرسة العليا للإدراة، لكن بعد تغيير شروط الإلتحاق بها، يعتزم مزاولة تخصص العلوم القانونية والإدارية، بهدف أن يصبح إطارا ساميا في الدولة، طالبا، في الوقت ذاته، منحة من رئيس الجمهورية لمساعدته على متابعة دراسته في سوريا الشقيقة، بالنظر للإمكانيات المادية المخصصة لهذه الفئة هناك· وفي الأخير، تقدم الطالب، بالشكر الجزيل، إلى كل من ساعده في تحقيق مبتغاه، خاصة الوالدين وزملائه والأسرة التربوية بثانوية ''رقيعي البشير'' آملا أن تلقى هذه الفئة، الدعم الكافي لإدماجها في المجتمع، وتوفير الأجهزة التي تباع بأثمان باهظة، وهي مفقودة·· ويبقى في الأخير·· أن نذكر بأن العمى، عمى البصيرة وليس عمى البصر·