شهدت باكستان، صباح أمس الإثنين، سلسلة انفجارات أسفرت عن سقوط 38 قتيلا ونحو 100 جريح جراء تفجير استهدف حزب سياسي شمال غرب باكستان، أعقبه تفجيرات بالقرب من القنصلية الأمريكية في بيشاور· وقال مسؤول بالشرطة الباكستانية، إن الهجوم الذي استهدف الحزب نفذه انتحاري على ما يبدو، مشيرا إلى أنه فجر نفسه عند بوابة المكان الذي يعقد فيه اجتماع حزب عوامي الوطني بعد أن تم إيقافه في منطقة دير السفلى· وفور وقوع الانفجار، هرعت فرق الإنقاذ وعربات الإسعاف وخبراء المفرقعات إلى موقع الاجتماع الذي كان يضم أيضا كبار مناصري حملة الجيش الأخيرة ضد المسلحين· وذكر ناطق باسم حزب عوامي الوطني أن أعضاء الحزب كانوا يحتفلون بصدور قرار بتغيير اسم المنطقة· يشار إلى أن حزب عوامي يرأس حكومة ائتلافية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، كما يعد شريكا في الحرب على ما يسمى بالإرهاب ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وربما يسعى التفجير إلى إعطاء رسالة بأن رغم العمليات العسكرية المتواصلة التي تستهدف حركة طالبان إلا أنها لازالت قادرة على تنفيذ عمليات كبرى· وبعد أقل من ساعة من وقوع الانفجار، سمع دوي انفجارات أخرى وأصوات إطلاق نار في المنطقة العسكرية شديدة الحساسية ببيشاور·وقال مصدر إعلامي، إن مسلحين من حركة طالبان هاجموا منطقة القنصلية الأمريكية، حيث انهار السياج الخارجي للقنصلية بشكل كامل· وفرضت السلطات الباكستانية طوقا أمنيا مشددا على المنطقة خشية سقوط قتلى في مواجهات مع مسلحين من طالبان الذين يعتقد أنهم يتحصنون الآن في مباني حكومية· ويشن الجيش الباكستاني هجوما على حركة طالبان في هذه المنطقة بعدما طرد عناصرها عام 2009 من وزيرستان الجنوبية، وتعد المنطقة القبلية الوعرة المحاذية لأفغانستان معقلا لحركة طالبان وتنظيم القاعدة· وتقع بيشاور على بعد 130 كيلومترا شمال غربي إسلام أباد، وقد أصبحت المدينة ملاذا للجواسيس والمسلحين في الثمانينيات·