قدم، أول أمس، في قاعة ''زينات'' بديوان رياض الفتح، المخرج نيم سويسي في عرضه الشرفي فيلمه الوثائقي ''الوطن في القلب'' مسرح كاتب ياسين، الذي يتطرق بالصورة إلى الكثير من المعطيات التي وردت في مسرحيات الكاتب الرمز كاتب ياسين· صور الفيلم الوثائقي على مدار 77 دقيقة بين ولايتي الجزائر العاصمة وسيدي بلعباس، الذي جمع فيه جلالي خلاص صاحب فكرة الفيلم مجموعة من الشهادات الحية من مختصين مسرحيين وكتاب عايشوا الفترة عن أعمال وتوجهات فكرية وسياسية للراحل كاتب ياسين، فبين مسرحية ''الجثة المطوقة''، ''مسحوق الذكاء'' و''الأجداد يضاعفون ضراوتهم'' التي كتبت قبل وأثناء حرب التحرير والتي دافع فيها كاتب ياسين عن قضايا محلية بأفكار وتوجهات شعبية، اجتماعية توضح نظرة المواطن الجزائري البسيط، أو تلك التي نشرت بعد الاستقلال كمسرحية ''صاحب النعل المطاطي'' و''فلسطين المخدوعة''، و التي اتبع فيها الراحل سياسة الدفاع عن الشعوب المقهورة وحق الشعوب في تقرير المصير· تبقى معظم أعمال كاتب ياسين، حسب المختصين الذين تدخلوا في الفيلم أمثال محمد لخضر معقال، بن عمر مدين، أحمد شنيكي، مخلوف بوكروح أو عبد الحميد بورايو وعبد العزيز بوكابير، بالإضافة إلى مجموعة من الممثلين الذين كانوا يشتغلون في الفرقة المسرحية التي يؤطرها، أن نظرة ياسين في مسرحياته وكتاباته بشكل عام لم تكن بتلك السطحية التي ''تشرح الماء بالماء'' وتبيين ما هو كائن، بل كان ياسين يكتب في رمزية رائعة لا يدركها الكثير مستمدة في عمق التاريخ لتبحث عن النزاعات والصراعات الخفية التي عاشتها الجزائر، محاولا التنبؤ بمصير الشعوب والأفراد · هذه الميزات وأخرى جعلت من كاتب ياسين وأعماله رمزا جميلا لحب الوطن رغم النظرة السوداوية التي ميزت الكثير منها·