مولود فرعون الوجه الذي ارتسمت عليه ملامح الجزائر في مأساتها إبان الاستعمار الفرنسي، فترجمها الى واقع تتحرك أحرفه ببطء في جمل طويلة وقصيرة كالصور البطيئة، يعود مولود فرعون الى الحياة ويبعث في فيلم وثائقي يحمل اسمه، لكن هل "ابن الفقير" ما يزال يسير على "الدروب الوعرة" وهل عاد فعلا بعد غياب 47 سنة؟ احتضنت قاعة المسرح الصغيرة بدار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو نهاية الأسبوع الفارط، مراسيم حفل إعطاء اشارة الانطلاق الرسمي لتصوير فيلم وثائقي يتناول حياة ومسيرة الكاتب والأديب الجزائري مولود فرعون، حيث تزامنت اشارة انطلاق تصوير الفيلم والذكرى ال 47 لرحيله. أوكل هذا العمل الوثائقي إلى المخرج الذي هو كاتب سيناريو الفيلم علي مزاوي، حيث شهدت قاعة المسرح بدار الثقافة مولود معمري حضورا مكثفا بمناسبة انطلاق عملية تصوير الفيلم الوثائقي حضره ابن الكاتب علي فرعون. الفيلم الوثائقي يتناول فيه المخرج المشوار التعليمي للكاتب على يد معلمه أحميس محند الحاج. وحسب المخرج السيد علي مزاوي، فإن الفيلم يعدّ لرجل ساهم في بناء مجد الجزائر الأدبي وأسمع صوتها للعالمين. الفيلم مدته 52 دقيقة، يتعرف خلالها المشاهد على لقطات من حياة الأديب مولود فرعون. أما الجهة التي أشرفت على انتاج هذا الفيلم الوثائقي، فهي استوديو "سيتال ايماج" بمساهمة وزارة الثقافة وولايات البويرة، تيزي وزو، بجاية وسطيف. وكشف المخرج السيد علي مزاوي، عن أن فكرة انجاز هذا الفيلم الوثائقي تعود إلى أكثر من ثلاثين سنة خلت. الفيلم يحمل عنوان "مولود فرعون"، حيث سيتناول بالتفصيل في مدة التصوير (شهرين) حياة الكاتب ومواقفه المعارضة للإستعمار وللعنف بشتى أنواعه، كما يتناول الفيلم معاناة الكاتب في التنقل من منطقة لأخرى الى أن يتم اغتياله في 15 مارس من سنة 1962من طرف المنظمة السرية للجيش الفرنسي. المخرج علي مزاوي تأسف كثيرا لغياب زوجة المؤلف مولود فرعون التي وفاها الأجل بأيام قليلة قبل احياء الذكرى ال 47 لوفاته. من جهته، علق نجل الكاتب، علي فرعون، لحظة انطلاق تصوير الفيلم بالقول: "إن هذه المبادرة تعتبر بمثابة كتابة أجزء من التاريخ الجزائري الذي أبهر والده مولود فرعون، فعمل على تدوينه في مذكراته التي عزم على نشرها يومين عن اغتياله".