في جولة روتينية قادتني وحماري إلى ''المارشي'' ليس من أجل الشراء طبعا ولكن من أجل استطلاع واستكشاف أوضاع كل مايباع فقط·· قال حماري ونحن نتجول وسط ''كاجوات'' الخضر والفواكه·· من يرانا هكذا نتمعن في السلع والأسعار يظننا من لجان التفتيش؟ قلت له ضاحكا·· لا·· لا تفكر هكذا·· لجان التفتيش ''تتكستم'' قبل كل خرجة·· قال·· لعابي يسيل من كثرة ما أراه؟ قلت له·· ''ماتفاهمناش هكذا''·· قلنا نتفرج فقط·· نهق عاليا حتى استدار كل ''الغاشي'' نحونا·· نعم أعرف ذلك ولكن يا صديقي هذه نفس·· والنفس لا نتحكم فيها؟ استدرت يمينا وشمالا فلم أجده أمامي·· نظرت بدقة فوجدته ''مسمرا'' أمام ''فترينة'' عرضت فيها أشهى الحلويات·· ناديت عليه·· لم يسمع·· اقتربت منه·· وجحدت اللعاب قد صار ''ويدان''·· قلت له·· أيها الطماع ضم لسانك وكف عن ''التبهديل''·· نهق من جديد وقال·· ''ينعل أبو الفقر'' قلت له·· ها قد عدت لصوابك·· أنت عاجز عن شراء حبة حلوى وعقلك لا يفكر سوى في بطاقة المونديال·· ضرب بذيله يسارا ويمينا وأقسم بأغلظ الإيمان أنه سوف يتحصل على البطاقة حتى لو كلفه ذلك سرقتها·· ضحكت من كلامه وقلت له·· بذلك سوف تتابع المونديال في السجن أيها الحمار·· دلدل أذنيه·· وغادرنا·· وصلنا إلى مدخل العمارة ولكننا لم نجرؤ على الدخول لأن ''خالتي الطاوس'' صاحبة العمارة كانت تتربص بنا من أجل الكراء···