هو اعتماد القلب على الله في كل الأمور مع إتيان الأسباب المشروعة للبلوغ إلى المطلوب مما هو خير ومعروف وأمر إدراك المطلوب على الله تعالى مع الرضا بما يتم من ربح أو خلافه ونجاح وغيره. القرطبي: تفويض الأمور بالكلية إلى الله تعالى والاعتماد في كل الأحوال على الله تعالى. وقيل: عبارة عن الاعتصام بالله في جميع الأمور ومحله القلب والحركة بالظاهر لا تنافي توكل القلب بعد ما تحقق للعبد أن التقدير من قبل الله فإن تعسر شيء فبتقديره. صديق حسن خان: هو تفويض الأمور إلى الله. ذو النون المصري: التوكل ترك تدبير النفس والانخلاع من الحول والقوة. أبو عبدالله القرشي: التعلق بالله في كل حال. الغزالي: الاكتفاء بالأسباب الخفية عن الأسباب الظاهرة مع سكون النفس إلى مسبب السبب لا إلى السببر أبو طالب المكي: التوكل نظام التوحيد وجماع الأمر. وقيل: التوكل ترك الإيواء إلاّ إلى الله. ابن مسروق: التوكل الاستسلام لجريان القضاء في الأحكامرأبو سليمان الداراني: إذا بلغ (يعني العبد) غاية من الزهد أخرجه ذلك إلى التوكل· وهب بن منبه : الغاية القصوى التوكل. درجات التوكل (من كلام ابن القيم في مدارج السالكين) الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته واليقين بكفاية وكيله وأنَّ غيره لا يقوم مقامه في ذلك· والثانية: إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها· والثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد· والرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه بحيث لا يبقى فيه اضطراب من تشويش الأسباب ولا سكون إليها، وطمأنينته بالله والثقة بتدبيره· الخامسة: حسن الظن بالله عز وجل· السادسة: استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته· السابعة: التفويض: هو إلقاء العبدِ أمورَه كلها إلى الله، وإنزالها به طلباً واختياراً، لا كرهاً واضطراراً· والتفويض هو روح التوكل ولبّه وحقيقته· الثامنة: الرضا ويمكن اعتبار درجاتٍ للتوكل كما يلي : 1 - الأولى: أن يكون المتوكل حاله في حق الله سبحانه والثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل (هذا توكل العامة). 2 - الثانية: حال المتوكل مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها والفرق بين هذه الدرجة والأولى أن هذا متوكل وقد فني في توكله عن توكله إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته، بل إلى المتوكَل عليه فقط وهي أقوى من الأولى. 3 - الثالثة: أعلاها، وتكون باستسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته، ويكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه (وهو توكل الخاصة)· أقسام التوكل (مجاله ومتعلقاته) (مراتبه): 1 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى غيره· 2 - توكلٌ العبد على الله في استقامة نفسه وكذلك في إقامة دين الله في الأرض ونصره وإزالة الضلال عن عبيده وهدايتهم والسعي في مصالحهم ودفع فساد المفسدين ورفعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر· 3 - توكلٌ على الله في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية كالرزق والزواج والذرية والعافية والانتصار على العدو الظالم أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية· وبين القسم الثاني والثالث من الفضل ما لا يحصيه إلا الله فمتى توكل عليه العبد في النوع الثاني حق توكله كفاه النوع الثالث تمام الكفاية ومتى توكل عليه في النوع الثالث دون الثاني كفاه أيضاً لكن لا يكون له عاقبة المتوكل فيما يحبه و يرضاه· 4 - توكلٌ على الله في جلب محرم من إثم أو فاحشة أو دفع مأمور به· أهمية التوكل ومنزلته من العقيدة والإيمان والسلوك: التوكل على الله خلق عظيم من أخلاق الإسلام وهو من أعلى مقامات اليقين وأشرف أحوال المقربين وهو نظام التوحيد وجماع الأمر كما أنه نصف الدين والإنابة نصفه الثاني ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها وهو مفتاح كل خير لأنه أعلى مقامات التوحيد وعبادة من أفضل العبادات، وهو فريضة يجب إخلاصه لله تعالى وعقيدة إسلامية لقوله تعالى: ''وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين'' فإن تقديم المعمول يفيد الحصر: أي وعلى الله فتوكلوا لا على غيره· إن التوكل شرط من شروط الإيمان ولازم من لوازمه ومقتضياته، فكلما قوي إيمان العبد كان توكله أكبر وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل. يتبع··· ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل العلاج بالعسل 1 - قال الله عزَّ وجلَّ في ذكر النحل: ''يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ'' (النحل: 69). 2 - وقال عليه الصلاة والسلام: ''الشفاء في ثلاث: في شرطة محجمٍ، أو شربة عسلٍ، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكيِّ''· أوائل وأرقام أول من حضَّر حمض الكبريتيك التقطير من الشب هو جابر بن حيان: حضّر أكسيد الزئبق، وحمض النتريك، أي ماء الفضة، وكان يسميه الماء المحلل أو ماء النار، وحضر حمض الكلوريدريك المسمّى بروح الملح· وهو أول من اكتشف الصودا الكاوية، وأول من استخرج نترات الفضة وقد سمّاها حجر جهنم، وثاني كلوريد الزئبق (السليماني)، وحمض النتروهيدروكلوريك (الماء الملكي)، وسمِّي كذلك لأنه يذيب الذهب ملك المعادن· وهو أول من لاحظ رواسب كلوريد الفضة عند إضافة ملح الطعام إلى نترات الفضة· كما استخدم الشب في تثبيت الأصباغ في الأقمشة، وحضّر بعض المواد التي تمنع الثياب من البلل، وهذه المواد هي أملاح الألمنيوم المشتقة من الأحماض العضوية ذات الأجزاء الهيدروكربونية· ومن استنتاجاته أن اللهب يكسب النحاس اللون الأزرق، بينما يكسب النحاس اللهب لونًا أخضر ------------------------------------------------------------------------ وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال سيدنا الإمام علي رضي الله عنه: إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقهه في الدين وعضده باليقين، فاكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف· وإذا أراد به شرا حبب إليه المال، وبسط منه الآمال، وشغله بدنياه، ووكله إلى هواه، فركب الفساد وظلم العباد· قرآننا شفاؤنا قال حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ''غير الدجال أخوف لي عليكم أن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وأن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأنه يشبَّه بعبد العزى بن قطن فمن رآه منكم فليقرأ فواتح سورة الكهف'' متفقٌ عليه· دعاء ''اللهم اغفر لي واهدني وارزقني، اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب، اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة'' آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: ''الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وقال: ''الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإِذا حلم أحدكم حلماً يخافه فليبصق عن يساره ثلاث مرات وليستعذ بالله من شره فإِنه لن يضره '' رواه البخاري · ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب : هكذا الوفاء الوفاء: كلمة رقيقة تحمل جملة من المعاني الجميلة: فالوفاء يعني: الإخلاص· والوفاء يعني: لا غدر ولا خيانة· والوفاء يعني: البذل والعطاء· والوفاء: تذكّر للود، ومحافظة على العهد· وقد أمر الله تعالى بالوفاء بالعقود فقال سبحانه: ''يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود '' (المائدة 1)، ومن أوثق العقود التي يجب الوفاء بها: عقد النكاح، وشروطه أولى الشروط بالوفاء· جاء في الحديث: ''أحقُّ الشروط أن توفُّوا به ما استحللتُم به الفروج'' رواه البخاري، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه· والوفاء بين الزوجين الذي أودُّ الحديث عنه هنا لا يقتصر على الالتزام بأمر شرطه أحد الطرفين على الآخر حين العقد، بل يتعدّاه ليشمل كل معنى جميل تشمله كلمة الوفاء· فهو يشمل تفاصيل الحياة بين الزوجين، ليعيش كل منهما وهو يحمل في قلبه حباً ووُدّاً ورحمة وتقديراً وإخلاصاً لا متناهياً تجاه الطرف الآخر· فالوفاء يعني: البذل والعطاء والتضحية والصبر، وذلك بالاهتمام بمن كنت وفياً به، والحرص عليه، وعدم التفريط فيه، والخوف عليه من الأذى، ومراعاة شعوره وأحاسيسه، وتقدير جهوده، والشكر لصنائعه وعدم إفشاء سره، والحفاظ على خصوصياته، والعمل على إسعاده، والثناء الحسن عليه، وذكر محاسنه، وتجاهل أخطائه، والذكرى الجميلة لعهده وأيامه بعد فراقه· فليس مع الوفاء ترصُّد، ولا تصيُّد، ولا إساءة، ولا ظلم، ولا نكران، ولا جرح، ولا قدح، ولا·· ولا·· والوفاء بمفهومه الشامل الذي أوضحناه لا يتحقق إلا إذا كان بناء هذه العلاقة منذ البداية سليماً متيناً راسخاً، يقوم على مبادئ، ويسعى لتحقيق أهداف· فمن تزوج للجمال فقط، تلاشى الوفاء في علاقته عند فقد الجمال· ومن تزوج للمال فقط، ضاع الوفاء مع فقد المال· لكن من كانت الأولوية عنده في هذا العقد والعهد للدين والخلق، مراعياً قول خير البرية صلى الله عليه وسلم: ''فاظفر بذات الدين''، وقوله: ''إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه''، فحري بهذا أن ينعم بالوفاء والهناء· إن قضية الوفاء لا تتحقق إلا إذا تضافر لها ثلاثة عناصر: الحب، والإنسانية، والإيمان، فالحب محرِّك الوفاء، والإنسانية ضمانه وبها استمراره، والإيمان هو الضابط له، وبه يكمل ويربو· وبين يديك الخطوط العريضة لمعالم الوفاء بين الأزواج رسمها لك سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام، من جعله الله تعالى الأسوة الحسنة، ليستنير بهديه ويسير على دربه المؤمنون· أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق - أي: صديقات - خديجة· فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: ''إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد''· فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق، وحافظ العهد · فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها، ووفياً لها بعد وفاتها، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها، وأيامها وعهدها، رضي الله تعالى عنها· كيف لا، وهي التي آثرته ورغبت فيه، وهي أول من صدَّقه وآمن به، وهي التي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه· هي التي واسته بمالها، وهي التي رزق منها الولد، وهي التي حفظت عهده، وحافظت على بيته وولده، وهي·· وهي·· فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث الشريف: ''بشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب'' رواه البخاري·