عقب السنوات القليلة التي أعقبت الإستقلال، بدأ الجزائريون في تذوق حلاوة الحرية بعد أن سكتت المدافع والرشاشات وانجلى الخوف والترقب، ليبدأ دور القلوب والألسنة لتلهج بنعمة الاستقلال من دون أن تنسى ما عانته من ويلات الماضي القريب، هي أصوات لكتاب جزائريين شباب في تلك المرحلة قد لا يتجاوز عمر الواحد منهم العشرين سنة، صنعت كتاباتهم في مجال القصة والشعر مشهدا ثقافيا في أواخر سنوات الستينيات وبداية السبعينيات طعما لا يدرك مذاقه إلا من عاش تلك الفترة، منهم من واصلوا العطاء وأصبحوا أسماء متداولة بشكل أو بآخر، لا سيما الفئة التي كانت تكتب باللغة الفرنسية، اللغة الأقرب زمانيا وتاريخيا لمرحلة الاستعمار· ومنهم، وهم الأكثرية، من اندثر ولم نعد نسمع عنهم شيئا حتى عن أمر حياتهم من موتهم· إنها بالفعل مسألة مؤلمة لجيل بدأ وانطلق بنفس الوتيرة والعنفوان ثم تفرقوا جدا ولا وبحورا· ملحق /الأثر/ سينفرد بلملمة بعض من التركة الأدبية الجزائرية الضائعة أو المنسية أو المغيّبة أيّما كانت التسمية، في محاولة لرد الإعتبار لأولئك الكتاب والشعراء الذين كتبوا وعايشوا واحتكوا ونشروا إلى جانب آسيا جبّار وجمال عمراني وصفية كتو والطاهر جاووت··· وتقديمهم للجيل الجديد، عن طريق ترجمتها لأول مرة إلى العربية، وإذا شئتم من خلال خيانات أنيقة ومستباحة من نصوصهم (المكتوبة أصلا باللغة الفرنسية)· أسماء كتلك التي قدمها وباركها ذات يوم المرحوم مالك حداد من خلال مجلة /وعود/ promesses الصادرة عن وزارة الإعلام آنذاك (العدد الأول صدر في أفريل 1969) فكتب افتتاحيتها وتوسم في تلك الأسماء الشابة الخير الكثير، المجلة كانت بمثابة مشعل ومتنفس لجيل الشعراء والقصاصين الشباب بعد الإستقلال نفثوا فيها من روحهم المتوثبة ما كان يشغلهم في تلك الفترة كجيل شاب وجد نفسه أمام تحديات، فجأة فتحت أمامه الأبواب وصار حرا في وطن شاسع ···