هاهي الشركة التي تطعم الجزائريين سوناطراك، تتدعم بأرمادة جديدة من القيادات في المديرية العامة·· وماذا بعد؟ هل قضينا على الفساد؟·· في سوناطراك وغير سوناطراك؟ بطبيعة الحال لم نقض عليه بل ولا يزال طريق القضاء عليه مليئا بالطول والعرض والالتواءات بل والعقبات حتى·· نحن بهذا لا نطعن في سيرة أو شخصية أي أحد من الإطارات التي تم تنصيبها بل بالعكس، فإن الظروف التي أوكلت لهم فيها مهمة التسيير، أكبر بكثير من أن يتم على ضوئها تقييم مجهوداتهم وسياساتهم حتى خلال خمس سنوات قادمة، لأن انفجار فضيحة سوناطراك لا يخص فقط بضع ملفات لصفقة أو صفقتين، بل هي تاريخ من الفضائح المتسلسلة والمتشابكة والمعقدة، وقد ترقى حتى إلى مصاف أسرار الدولة التي لا يمكن الكشف عن تفاصيلها على المدى القريب أو البعيد ومن يدري قد يغلق الملف ويصبح في خبر كان· إن تكليف شرواطي في هذا الوضع العالمي الحساس الذي تمر به ''أم الجزائريين الحلوب''، لهو وسام على صدره وصدر معاونيه، بالنظر إلى طبيعة المهمة الجديدة·· فالقيادات الجديدة في سوناطراك اليوم مهمتها أصعب بكثير عن تلك التي كان يشرف عليها محمد مزيان وجماعته، حيث كانت لهؤلاء مهمة تسيير فقط، بينما ما ورثته اليوم ومعاونيه، وعلاوة على الإرث الثقيل، من حيث اللاإدارة، فإن على الفريق الجديد تبييض وجه الشركة التي يبيض بها وجه الجزائر في الداخل والخارج، بل الخارج أبلغ وأرفع من الداخل في حالة اقتصادية مثيلة للتي يعرفها العالم بل والاقتصاد الجزائري على وجه التحديد· على شرواطي أن يعرف اليوم وهو يعرف طبعا بأنه قطعة هامة على شطرنج السياسة والاقتصاد معا، كما هو مشجب شاء أم أبى تعلق عليه أولى نتائج إخفاقات أو نجاحات مكافحة الفساد في الجزائر، كما أن عليه معرفة أن من أقوال مزيان أمام قاضي التحقيق مثلما تردد واسعا، بأنه كان يتلقى تعليماته من فم الوزير شخصيا ولما سأله القاضي ما إذا كانت التعليمات مكتوبة أو ما إذا كان يملك ما هو مكتوب من تصريحاته كما هو مبدأ ''الثقة في الوثيقة'' داخل الإدارة، فبهت الذي قال·· وعلى شرواطي أن يعلم وهو يعلم طبعا ئبأنه سيبقى تحت المجهر وما يفعل إلى غاية أن يخرج منها، وكل ذلك عوامل تزيد عليه من الضغط والصعوبة في أداء المهمة، وهي الظروف التي يظهر فيها عادة رجال الجزائر الأكفاء والصادقين منهم·· بكل ذلك ولكل ذلك شرواطي أمام فرصة تاريخية قد لم يكن يحلم بها وهو الذي كان على مرمى حجر من التقاعد·· لا نقول لشرواطي هنيئا بالمنصب بل نقول له هنيئا بالظرف الحساس الذي أوكلت له فيه المهمة وألف مبروك إذا كان قد خرج منها برصيد ناجح في التسيير·